في حالة نادرة وغير مسبوقة لا تزال أسواق منطقة جازان تعاني من شح إنتاج المانجو لهذا العام حيث من المقرر زمنيا إقامة مهرجان المانجو خلال الأسبوعين القادمين إلا أن الموسم الجاف الذي تعاني منه منطقة جازان ساهم وبشكل فاعل في قلة إنتاج مزارع المنطقة لثمرة المانجو الاستوائية والتي نجحت فيه منطقة جازان نجاحا مبهرا خلال السنوات الـ20 الماضية. وأرجع عدد من كبار السن من المزارعين إلى أن قلة الأمطار لهذا العام ساهم في قلة الإنتاج قياسا بالعامين الماضيين. وأشار المزارع عيسى سلمان الى أن ثمرة المانجو تعيش موسما سيئا بعدما كان من المتوقع زيادة إنتاجها لكثير من المزارعين إلا أن ما حصل هذا العام بسبب الأمطار القليلة والجفاف الذي يضرب سهول تهامة وهو الأمر الذي قلل من إنتاج المانجو في مختلف مزارع المنطقة. فيما أشار عدد من البائعين في أسواق منطقة جازان بأن المانجو المعروض في الأسواق يعتبر الأقل بنسبة 70% عن العام الماضي ومعظم الموجود في الأسواق مستورد من اليمن وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعار المانجو في الموسم الحالي.
وتوجد في المنطقة ما يقارب 500 ألف شجرة مانجو حسب الإحصائية الصادرة من فرع وزارة الزراعة بالمنطقة للعام قبل الماضي والذي من المتوقع أن يتجاوزه خلال هذا العام إلى 600 ألف شجرة نظرا لكمية الطلبات الهائلة على المشاتل لغرسات وشتلات المانجو من قبل ملاك المزارع في مختلف محافظات المنطقة.
وقال المهندس الخليل بن احمد مدخلي أن نجاح مزارع المنطقة في إنتاج كميات هائلة من المانجو وكثرة الطلب المحلي والعالمي على هذا المنتج وعوائده الاقتصادية ساهمت وبشكل فاعل في وجود مزارع كثيرة في المنطقة تعمل على زراعة المانجو بهدف الحصول على عوائد مادية مربحة خلال خمسة أشهر في العام وهو ما يساهم في أن تصبح المملكة مستقبلا منتجا هاما لثمرة المانجو في حال حصول المزارعين على دعم مناسب لزراعة وإنتاج الثمرة الاقتصادية للمنطقة والمملكة.
من جانبه أشار المهندس محمد بن ناصر بن شريم مدير عام فرع مديرية الزراعة بجازان إلى ان فرع الزراعة يقوم بعملية توعية شاملة للمزارعين بخصوص استزراع المانجو لكافة المزارعين في المنطقة كون المنتج اقتصاديًا ويحقق تنمية زراعية ومداخيل إضافية للمزارعين مشيرا إلى أن مهرجان المانجو للعام الماضي ساهم في زيادة نسبة الوعي الزراعي للمزارعين بخصوص استخدام الاسمدة والمبيدات التي تحافظ على سلامة الشجرة وعلى كثافة الانتاج وتغطية كافة الاصناف التي وصلت إلى 28 صنفًا.
واضاف أن اتجاه المزارعين وللأسف لزراعة واستخدام الاصناف ذات المردود المادي جعل التركيز في الاساس لسبعة أصناف اقتصادية وترك اصناف مرغوبة للمستهلك نظرا لأنها لا تعود بمردود اقتصادي للمزارع كصنف الاتكتر الذي يتميز بمذاقه اللذيذ ولكن في نفس الوقت مردوده المادي يعد الاقل نظرا لكبر حجم الفاكهة وارتفاع السعر في كجم الواحد مما جعل المزارعين يعرضون عن هذا الصنف بالذات.
وأشار الى أن منطقة جازان نجحت في زراعة 28 نوع مانجو استوائي من أصل 38 نوعًا عالميًا من المانجو مشيرا إلى ان المنتجات الاقتصادية والتي تشهد إقبالًا كبيرًا من المزارعين هي في الأساس سبعة انواع وهي (التومي والهندي الخاص والجلن والسنسيشن والسوداني "البلدي" والكين والزل)
ويشار الى ان المانجو من الفواكه الاستوائية التي تعمر من 80 - 100 سنة وتختلف أعمارها من العام إلى 18 عامًا ويبدأ إنتاج المانجو في السنة الرابعة أو الخامسة ويتزايد الإنتاج حتى يصل عمر الشجرة إلى 15سنة وهو بداية الإنتاج الاقتصادي.
ومن أشهر أنواع المانجو في جازان: (التومي اتكتر والهندي الخاص والجلن والسن سيشن والسوداني "البلدي" والكين والزل وفندايكي والزبدة وجولي وبالمر وكبت وكنت) ويبدأ إنتاج المانجو في جازان من شهر مارس إلى يوليو حسب الصنف
وتقدم وزارة الزراعة والبنك الزراعي قروضا للمزارعين وخدمات هامة تساعدهم على زراعة وإنتاج المانجو بما فيها تحليل المياه والتربة لمعرفة صلاحيتها لإنتاج المانجو وتقديم الإرشاد الزراعي لتعرف المزارع بالمسافة المناسبة لزراعة المانجو ومواعيد الزراعة والأصناف الجيدة إضافة إلى الزيارات الميدانية للمزارع والتعرف على المشاكل وإعطاء الحلول من مكافحة آفات وتسميد وتعريف المزارعين بالطريقة المثالية لتقديم المنتج للمستهلك ومساعدة المزارعين للحصول على عمالة موسمية والتي يحتاجها المزارع.
موسم الجفاف يغتال إنتاج المانجو في جازان
25 أبريل 2008 - 19:55
|
آخر تحديث 25 أبريل 2008 - 19:55
موسم الجفاف يغتال إنتاج المانجو في جازان
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ماجد عقيلي ـ جازان