علاقة العجروش مع مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر شهدت تحقيق نجاحات كبيرة .. ونقلها لتحتل موقعها في الصفوف الأولى في عالم الصحافة والنشر بالمملكة وبدأت هذه العلاقة حين قدم الاديب الكبير الشيخ عبدالله بن خميس مؤسس جريدة الجزيرة الدعوة عام 1383هـ الى الشيخ صالح العجروش للانضمام لعضوية المؤسسة الوليدة انذاك بعد صدور نظام المؤسسات الصحفية وتلك الفترة التي يطلق عليها مؤرخو الاعلام نهاية فترة صحافة الافراد وبداية صحافة المؤسسات. دعاه المؤسس ابن خميس الى هذه المؤسسة ولا شك ان ابن خميس كان يعتقد ان العجروش سيقدم الكثير للمؤسسة وللجريدة فقد رأى وهو الاديب الكبير والصحافي اللامع ان العجروش صحافي بالفطرة واداري محنك.. وسيكون علامة بارزة في مسيرة مؤسسة الجزيرة وهذا ما حدث. ومن يوم انضم الشيخ صالح العجروش لعضوية مؤسسة الجزيرة وهو يحمل هماً واحداً ورئيسياً وهو الارتقاء بمستوى المؤسسة ومطبوعتها الرئيسية (الجزيرة)..
النهضة الثانية
حين رأى اعضاء مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر هذا الحماس لدى الشيخ صالح العجروش لانجاح الجزيرة ونقلها الى مرحلة مهمة.. ولثقة الاعضاء في الحنكة الادارية والصحافية التي يملكها الشيخ صالح العجروش.. فقد تمت الموافقة على تعينه مديراً عاماً لمؤسسة الجزيرة.. ومنذ ذلك اليوم بدأت الجزيرة مرحلة الميلاد الثانية ومرحلة المنافسة وتحقيق الارباح المالية الطائلة ويذكر عدد من الاعلاميين المتخصصين ان الشيخ صالح العلي العجروش هو رائد المرحلة الثانية في جريدة الجزيرة دون منازع.. فبعد المرحلة الاولى التي هي مرحلة التأسيس التي رائدها الشيخ المؤسس عبدالله بن خميس تأتي مرحلة العجروش تلك المرحلة التي شهدت منافسات حامية الوطيس وتكوين الذات للجرائد السعودية.
وبالفعل نجح العجروش في تكوين هوية وصورة الجزيرة الحديثة واوجد لها مكانتها بين المنافسين الاقوياء المتميزة في الوسط الاعلامي وفي هذه المرحلة شكل خالد الحمد المالك رئيس التحرير مع الشيخ صالح العلي العجروش التوأم الصحفي الناجح فقد اتفق الإثنان.. وانسجما سوياً.. وحققا حدثاً فريداً فكانت الادارة في مؤسسة الجزيرة الصحفية منسجمة مع رئاسة التحرير.. وعليه كان النجاح هو النتاج الطبيعي لهذا التوافق.. الفريد. كان صالح العجروش كمدير عام لمؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.. يحقق طلبات ورغبات رئاسة التحرير التي يقتنع بها.. وكان السند الحقيقي والقوي لكل جهاز التحرير لدى مجلس الادارة.. ونظراً لما يملكه ابو خالد من شخصية ادارية فذة وما يتصف به من أمانة ونزاهة فقد حصل على تفويض كامل من مجلس الادارة.. لتطوير المؤسسة وخاصة صحيفة الجزيرة..
الانسجام والتوافق
وبفضل جهود صالح العجروش ورفيق دربه خالد المالك.. تحسنت المادة التحريرية.. وارتفعت نسبة التوزيع.. وزادت معدلات الايرادات المالية وباتت الجزيرة صرحاً اعلاميا بارزاً في الساحة السعودية ومع استمرار مسيرة النجاح لم يقل او يخف معدل الانسجام بين الشريكين الناجحين ابو خالد وابو بشار.. بل ظلا على توافقهما ونجاحهما كل يحرص على المصلحة العامة وكل يتفق مع الآخر وهذا انعكس ايجاباً على الجهازين الاداري والتحريري اذاً فإن خير من يتحدث عن صالح العلي العجروش هو رفيق دربه الوفي خالد الحمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة في فترتين زمنيتين كانت الاولى هي المحك الحقيقي وفترة التأسيس الفعلية للإصدار اليومي للجزيرة بصحبة ابو خالد.
ويتحدث ابو بشار عن لحظة تلقيه نبأ وفاة رفيق دربه وزميل النجاح صالح العجروش ويقول: كانت لحظات مشحونة بالحزن والاسى ومفعمة بالذكريات الكثيرة عن سنوات طويلة مضت وانقضت.
اللقاء الاخير
ويتحدث عن آخر لقاء جمعه بالشيخ صالح العجروش حين زاره وهو على فراش المرض قائلاً: كانت صورة بالغة الحزن وانا استمع لآخر مرة الى صوت هذا الرجل العملاق.. بينما كان يستجمع بالكاد قواه ليتحدث اليَّ وليقول لي شيئاً يحاول ان يهزم به مرضه. وان ينتصر على حالته الصحية التي قال: انها اتعبته وانه يعاني منها كثيراً ويضيف: المالك ان ابا خالد كان مستسلماً لقضاء الله وقدره ومؤمناً بأن هناك آجالا كتبت علينا ويواصل: لقد كان الشيخ صالح العجروش رجلاً قوياً زاملته في كامل حيويته ونشاطه سنوات طويلة من عمره وعمري في مؤسسة الجزيرة. هو المدير العام وانا رئيس التحرير.
المغامرة الجسورة
واضاف كنت مع الفقيد في قارب واحد حيث تمردنا معا على الاصدار الاسبوعي كل في موقعه فحولناه خلال فترة زمنية قصيرة الى صحيفة يومية ناجحة في مغامرة جسورة ما كان لها ان تتم بعد سنوات من الانتظار والتردد والخوف لولا التناغم مع صالح العجروش في أسلوب العمل والرؤية المستقبلية لما توقعناه من نجاح للجزيرة اليومية.
عن اسهامات العجروش في اصدار جريدة المسائية يقول المالك صحيفة المسائية التي صدرت يومياً بعد صحيفة الجزيرة كأول اصدار مسائي على مستوى المملكة والخليج وامتد عمرها الى عشرين عاماً قبل ان تحتجب كان صالح العجروش على رأس العمل بالمؤسسة يشجع ويدعم بما لا يمكن ان يفعله الا من احب الصحافة وعشقها من اولئك الرجال النادرين.
وحول ما اذا كان صحيحا ان الشيخ صالح العجروش كان يسد العجز المالي التي تتعرض له المؤسسة قال المالك كانت مؤسسة الجزيرة في بدء اصدار الصحيفة يومياً تعاني من ضائقة مادية تعجز بسببها عن تسديد رواتب العاملين فيها بما في ذلك أعضاء اسرة التحرير وكان صالح العجروش يقرض المؤسسة شيئاً من المال من حسابه الخاص حتى لا يتأخر صرف مستحقات العاملين. وذلك ضمن مواقف كثيرة لايعرف عنها الا القليل من الناس وعن مساهمات العجروش الاجتماعية والوظيفية يقول رفيق دربه خالد المالك لن اتحدث عن اخي وزميلي وصديقي صالح العجروش عن دور او ادوار اخرى قام بها خارج مؤسسة الجزيرة حيث عمل مديراً عاماً لمصلحة المياه ومديراً لشركة كهرباء الناصرية وممثلاً مالياً بوزارة المالية ونائباً لرئيس الهلال.. وممثلاً للمملكة في الكثير من المؤتمرات الخارجية فقد يكون هناك من هو اجدر بالحديث عنها. ولكني اقول عن عمله بالجزيرة بأنه احد القلائل الذين ينسب لهم الفضل بما وصلت اليه هذه المؤسسة من نجاحات وعما حدث بعد استقالته من رئاسة تحرير الجزيرة يقول المالك: صالح العجروش استمر في منصب المدير العام للمؤسسة بعد استقالتي لمدة ثلاث سنوات ومنصب المدير العام يجدد كل فترة من قبل مجلس الادارة وبعد انتهاء فترة صالح العجروش خرج من هذا المنصب.
واختتم المالك ان وفاة الشيخ صالح العجروش ليست خسارة لابنائه وبناته واخوانه واسرته فحسب وانما هي خسارة للوطن ولنا جميعاً. فقد عرف بإخلاصه ونزاهته وورعه وصدقه وتواضعه بما لا يمكن للمرء وهو يستقبل هذا الخبر بكل الحزن والاسى الا ان يدعو له بالمغفرة والعفو من رب غفور مقتدر وان يلهم اهله وجميع محبيه الصبر في تحمل الخسارة بوفاته رحمه الله.
المناصب التطوعية
- رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة السلة
- نائب رئيس نادي الهلال
- أمين صندوق اللجنة الاولمبية العربية السعودية (حتى وفاته)
- عضو لجنة اصدقاء المرضى بمنطقة الرياض (حتى وفاته).
- ترأس وشارك كعضو في وفود المملكة في عدة دورات رياضية عربية وآسيوية واولمبية.
- شارك في الوفود الرسمية وفي معظمها مع الأمير فيصل بن فهد والأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز - نائب الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا.
أقرض «الجزيرة» وصرف رواتب المحررين من جيبه
29 مارس 2008 - 19:38
|
آخر تحديث 29 مارس 2008 - 19:38
أقرض «الجزيرة» وصرف رواتب المحررين من جيبه
تابع قناة عكاظ على الواتساب
رصدها : عارف العضيلة