ازاحت الجولة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة بمحافظتي الليث والقنفذة الاسبوع الماضي الستار عن فرص استثمارية واعدة في المحافظتين بمختلف المجالات ولم تغب عن خاطر سموه خلال جولته “3” مفردات تتمثل في الاستثمار في العقول واستغلال الجزر البحرية اقتصاديا وسياحيا اضافة الى استثمار الاراضي لتأمين المراكز التنموية والحضرية. قال سموه في كلمة وجهها لمنسوبي تعليم الليث “اننا مللنا البقاء في العالم الثالث ولا رقي الا بالعلم ولذلك اخترنا عبارة نحن العالم الاول” ملمحا بذلك الى هدف الاستثمار في العقول. ونبه الجهات المختصة الى خطورة التعديات على الاراضي بقوله “اخشى ان يأتي يوم لا نجد فيه ارضا لبناء مدرسة لاطفالنا؟” ثم اعلن عن النية لانشاء مدينة سياحية عالمية بالليث. والمح الامير خالد الفيصل اثناء الجولة التي افتتح خلالها اكثر من “20” مشروعا تنمويا وخدميا وصحيا وامنيا الى دراسة مستفيضة عن اوضاع الطرق متمنيا ان يأتي العام المقبل وقد تغير الوضع عما هو عليه في اشارة الى ان زيارته التفقدية ستعقبها زيارات مماثلة.
مغزى اقتصادي وسياحي
واختتم سموه جولته بالقيام بزيارة لجزيرة جبل الليث ذات مغزى اقتصادي وسياحي لدعوة رجال الاعمال للاستثمار في مثل هذه الجزر.
واشار صاحب السمو الامير عبدالله بن سعود بن محمد عضو مجلس السياحة بمحافظة جدة الى ان لرعاية الامير خالد الفيصل حفل افتتاح مشروع “مرسى الاحلام” ابلغ الاثر في دعم محافظة الليث سياحيا وحضاريا خاصة انها اصبحت من المواقع السياحية على مستوى المملكة.
واذا كانت محافظتا الليث والقنفذة استقطبتا في الفترة الماضية ما يقرب من 4 مليارات ريال استثمارات في صناعة الروبيان والإسمنت والسياحة البحرية فإنها لا تزال غنية بفرص استثمارية كبيرة تقدر بأكثر من (10) مليارات ريال عدا الميناء والمطار الذي يفترض تمويله من قبل الدولة وهيئة المدن والمناطق الصناعية .
وبحسب التقارير الدقيقة التي ترصد الفرص الاستثمارية والتي أعدها مجلس منطقة مكة المكرمة فإن الخبرات التقليدية التي تتمتع به محافظة القنفذة في مجال الصيد وفي مجال النزهات البحرية بالقوارب التقليدية وهي موارد بشرية يمكن أن تمثل منطلقاً للنشاط الأكثر تطوراً في صناعة الصيد والسياحة من خلال التدريب والتأهيل واستقطاب خبرات جديدة ، التقارير كشفت أيضاً عن ارتفاع الإنفاق إلى أكثر من (6) الآف ريال وهو ما سيشكل طلباً على خدمات ترفيهية وترويجية يمكن أن تجتذب جانباً من هذا الإنفاق فضلاً عن اجتذاب السياحة من خارج المحافظة .
ميناء القنفذة
يشكل ميناء القنفذة نقطة هامة جداً في تنمية المحافظة والوحدة التنموية ككل حيث يمكن أن يمثل منفذاً لاستيراد احتياجات المنطقة الجنوبية ومعبراً للحاويات إلى منطقة الخليج حيث تنقل براً من القنفذة إلى المناطق الشرقية وكذلك منفذاً للصادرات من المحافظ والمنطقة الجنوبية ككل وهو ما ينبغي أن يدرس في تكامل مع الوظائف المقترحة مستقبلاً لميناء جدة الإسلامي وميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية فضلاً عن محطة الركاب اللازمة لخدمة النشاط السياحي، ففي محافظة القنفذة الحاجة ماسة لإنشاء ميناء تجاري نظراًَ لما تتمع بها المحافظة من مكانة تؤهلها لتكون منطلقاً للنشاط الأكثر تطوراً في صناعة الصيد والسياحة من خلال التدريب والتأهيل واستقطاب الخبرات الجديدة .
المنطقة الصناعية التخزينية
يمكن إنشاء منطقة تخزينية تضم أنشطة مرتبطة بالتصدير والاستيراد بدءا من عمليات تجهيز الصادرات وتبريد المنتجات الطازحة والتعبئة والتغليف للشحن وكذلك عمليات التخزين للصادرات والواردات طبقاً لاحتياجات أو برامج الشحن والتفريغ والقيام بالعمليات التصنيعية القائمة على الواردات.
ميناء الصيد السياحي
وهذا الميناء سيكون فريداً من نوعه في المملكة وفي كثير من البلدان حيث ينشأ بشكل يمكن من جعل عمليات الإبحار والتفريغ وبيع الأسماك مقصداً في ذاته مع إحاطته بمجموعة من المطاعم المتخصصة في تقديم الوجبات البحرية بأذواقها المحلية والعالمية ويمكن أن تتولى شركة مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص إنشاء وإدارة الميناء ومرافقة وتأجير مسطحات الاستغلال الدائم للمطاعم والكافتيريات وتقاضي رسوم الرسو والخدمات من مراكب الصيد.
واكد مجلس منطقة مكة المكرمة في تقريره أن محافظة الليث لديها قوة جذب سياحي كبير مبينا أن إيجاد مكتب للهيئة العامة للاستثمار في هذه المنطقة سيمكن القطاع الخاص المحلي والأجنبي من الدخول في شراكة في العديد من المجالات مثل شركات إدارة وتشغيل المشروعات والمشروعات الزراعية والصناعية والتعدينية والمشروعات الخدمية كالأسواق التجارية وخدمات المال والأعمال وغيرها من المشروعات التي تقع داخل حدود القرية التمويلية للقطاع الخاص ومن أهم هذه المشروعات التي حفل بها التقرير:
مركب سياحي للرحلات البحرية
وهو عبارة عن مركز سياحي يعمل وفق خط ملاحي متكامل يقوم برحلات بحرية بين جدة والقنفذة لتنشيط السياحة الداخلية وجذب السياحة الخارجية على أن يتم عمل زيارات للمعالم السياحية المتواجدة على الخط مثل القرى السياحية والجزر والمحميات البحرية في المحافظات الساحلية الأخرى وذلك لرحلات اليوم الواحد، واقترحت الدراسة أن يتكون المشروع من مركب سياحي مجهز بخدمات المطاعم السياحية بطاقة 40 كابينة لإقامة 80 راكباً وقدرت الدراسة كلفة هذا المشروع في حدود 40 مليون ريال .
منتجع ومخيمات سياحية
كذلك يمكن انشاء منتجع سياحي متكامل يتضمن أنشطة ترفيهية وخدمات فندقية تعمل على تنشيط وجذب السياحة الداخلية والخارجية من مختلف الشرائح واقترح أن يكون في رأس محيسن حيث سيوفر أكثر من 750 فرصة عمل في مختلف مجالاته وستبلغ تكلفته في حدود 150 مليون ريال، وهناك فكرة إنشاء مشروع لخدمة السياحة الداخلية من خلال إقامة مخيمات لتنشيط سياحة الشباب جنوب محافظة القنفذة برأس مال لا يتجاوز 200 ألف ريال .
مشروع الصيد الصناعي
يتم تنفيذ هذا المشروع من خلال إنشاء شركة للصيد الصناعي بأساليب تحافظ على الثروة السمكية وتعمل على تنميتها واستغلالها بصورة اقتصادية من خلال القيام بعمليات صيد الأسماك في المياه العميقة بأساليب حديثة ذات فكر اقتصادي ويتكون هذا المشروع الذي تصل تكلفته إلى حوالى 22 مليون ريال من مراكب صيد آلي حديثة التجهيز وبها ثلاجات لحفظ الصيد ليتم نقلها وفرزها ويتيح هذا المشروع فرص عمل متنوعة بدءا من أعمال الصيد وطاقم الملاحة ووصولاً للعمالة اللازمة للتفريغ والمناولة والإعداد للتسويق والنقل.
المشروعات العقارية
تظل الحاجة ماسة لإنشاء برج تجاري وإداري فندقي يضم مسطحات إدارية للتأجير والتملك ويقترح أن يقام المشروع على مساحة تصل إلى 4000 متر مربع وبارتفاع 20 طابقاً ، وقدرت دراسة مجلس المنطقة الكلفة التقديرية لهذا المشروع في حدود 120 مليون ريال ويوفر أكثر من 700 فرصة عمل على أن يتم توفير كافة الخدمات الضرورية من البنية التحتية وشبكات الطرق والكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والخدمات الإدارية، وهناك فكرة إنشاء 40 فيلا سكنية على مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع تكون سكناً مريحاً لأصحاب المشروعات التجارية والسياحية للمقيمين بالمنطقة والسكان ذوي الدخول المرتفعة ويمكن أن تسوق بعض وحداته لغير المقيمين بالمدينة كوحدات للإجارات وتقدر كلفة هذا المشروع بحوالى 50 مليون ريال فقط .
استخراج النحاس وأملاح البوتاس
يستهدف المشروع توفير خام النحاس للسوق المحلي بكميات اقتصادية وبتكلفة تقدر بحوالى 900 مليون ريال ، أما أملاح البوتاس فإن مشروعاً من هذا النوع يهدف إلى توفير أملاح البوتاس بكميات اقتصادية .
المشروعات الزراعية
تعد محافظة القنفذة واحدة من أفضل المواقع زراعياً وهناك فكرة مشروع لانشاء شركة لتجميع وتسويق الإنتاج الزراعي والحيواني ويمكن أن تكون فرعا لإحدى الشركات الكبرى وذلك لتحسين البيئة الزراعية وتدعيم نشاط الرعي كأسلوب أمثل لتنمية الثروة الحيوانية خاصة في ظل اهتمام الدولة بتطوير المراعي وتصل كلفة هذا المشروع التقديرية الى حوالى 50 مليون ريال .
أما محافظة الليث فإنها تزخر هي الأخرى بالفرص الاستثمارية الواعدة حيث يمكن إعطاء المزيد من الاهتمام بالكورنيش وإنشاء مدن لألعاب الأطفال ومجسمات جمالية في إطار تصميم عمراني تفصيلي وكذلك الاهتمام بتطوير العين الحارة بما لها من مقومات وتوفير الخدمات والمرافق اللازمة لتصبح مزاراً ومنتجا سياحيا وعلاجيا، وتشجيع قيام شركات الانتاج الزراعي والسمكي وانشاء مطار محلي لخدمة المحافظة والمناطق المحيطة بها وذلك لدعم الجهود التنموية وتشجيع قدوم المستثمرين للمحافظة وحركة البضائع.