يتذكر اهالي رجال المع بكثير من الألم حادث السير الذي راح ضحيته سبع من فتياتهم وهن في طريقهن الى كلية محائل عسير، ويتساءلون متى تنتهي مخاوفهم على بناتهم اللاتي يقطعن يومياً طرقاً تمتد مئات الكيلو مترات محفوفة بالعقبات والانفاق المظلمة لبلوغ الكليات في المناطق المجاورة. مطالبين بانشاء كلية لفتيات رجال المع اللاتي اكتفى اغلبهن بالثانوية العامة خوفاً من حوادث السير التي تزداد وتيرتها خلال العام الدراسي. عبدالله محمد عسيري يقول تركت كل ممتلكاتي في رجال المع وانتقلت الى ابها بحثاً عن فرصة تعليمية لفتياتي وهذا كلفني الكثير وجعلنا نعيش نوعاً من الغربة. وتابع ما ذنب فتياتنا اللاتي يجتهدن على مدى 12 عاماً ليتخرجن بتقدير ممتاز ثم يقبعن في المنازل “محطمات”. واضاف انه استطاع الخروج من رجال المع بينما كثير من الاهالي لا يستطيعون الانتقال الى ابها او محائل نظراً لظروفهم الاسرية او المادية.
وبدأ ابراهيم الالمعي حديثه قائلاً تخرجت ابنتي من احدى ثانويات المحافظة وكانت نسبتها 96% من القسم العلمي وكنا متفائلين بافتتاح كلية للبنات هذا العام ولكن للاسف تبددت احلامنا وبقيت ابنتي بلا دراسة فانا موظف راتبي قدرة 2000 ريال واعول عشرة اشخاص ولا استطيع ترك عملي لارافق ابنتي في دراستها في محائل عسير او ابها.
وتطرق عيسى الالمعي الى مآسي الطرق التي تتعرض لها الطالبات واستعاد الحادث الذي راح ضحيته سبع طالبات فيما اصيبت الثامنة وكيف ان جميع الجثث تفحمت. وقال نؤمن ان كل شيء بقضاء وقدر الا ان علينا ان نأخذ بالاسباب وافتتاح كلية للبنات في رجال المع ستحقن دماء فتياتنا.
احمد عبدالمعالي يقول الطالبة في رجال المع بعد حصولها على الثانوية العامة تكون امام خيارين احلاهما مر الاول مواصلة الدراسة حيث تقطع يومياً مسافة تزيد على 300 كلم وذلك بالذهاب لكلية محايل عسير او كلية ابها. اما الخيار الثاني فهو ان تبقى حبيسة جدران المنزل للاحباط والامراض النفسية بعد ان اضاعت 12 عاماً من الدراسة والتفوق.
من جهة اخرى اوضحت الادارة العامة للمرور بمنطقة عسير بان طريق رجال المع محايل عسير لا زال يسجل العديد من الحوادث المرورية القاتلة فالنصف الاول من العام المنصرم بلغ عدد الحوادث المرورية اكثر من 40 حادثا بين وفاة واصابات بالغة بمعدل 3 وفيات في الشهر وعزا كثير من المواطنين تلك المآسي الى توقف اعمال تنفيذ الخط المزدوج الذي يربط رجال المع بمحايل عسير والسرعة الجنونية التي يشهدها الطريق.
الفتيات يقطعن 300 كلم يومياً وسط مخاوف من تكرار مأساة الحادث الشهير
كلية رجال ألمع ضرورة لحقن دماء الطالبات
12 يناير 2008 - 21:54
|
آخر تحديث 12 يناير 2008 - 21:54
كلية رجال ألمع ضرورة لحقن دماء الطالبات
تابع قناة عكاظ على الواتساب
عبدالرحمن القرني (عسير)