رغم توافر عنصر التشويق في «من اطلق الرصاص على هند علام؟» خصوصا في حلقاته الاولى، وهو تشويق منطقي لانه يستمد عناصر اثارتة من تداخل مفهوم الجريمة بالسياسة من خلال البحث البوليسي للكشف عن حقيقة جريمة غامضة بدأ هذا المسلسل يدخل منطقة الملل خصوصا مع مط واطالة الحلقات. ففي مسلسل «هند علام» الذي حاول المؤلف يسري الجندي والمخرج خالد بهجت يوجد رباطا قويا يربط الاحداث المتناثرة فيه وبدت هناك الكثير من التفاصيل غير المترابطة.. فالمؤلف والمخرج لم يستطيعا الامساك بالخيوط الدرامية للاحداث ورغم ان المسلسل قد يوحي للوهلة الاولى بأنه دراما بوليسية سياسية فانه بعد عدة حلقات يبدو وكأنه ينتقل في مراحل تالية الى الميلودراما شديدة التقليدية التي فيها نجمته نادية الجندي ويتوقف عند هذه الدراما «الزاعقة» كثيرا وكأن المسلسل في هذه الحالة قد تم تفصيله على طريقة اداء النجمة نادية الجندي في معظم افلامها تلك المرأة المتحدية لاعتى الظروف قسوة وامام هذه الميلودراما الزاعقة قد ينسى الجمهور المشاهد «التيمة» التي بدأ بها المسلسل ويصرح بها عنوانه: «من اطلق الرصاص على هند علام؟».
لعل التداخل بين العديد من الموضوعات دون ربط درامي واضح بينها قد افسد هذه الوجبة الرمضانية ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر تناول موضوع وصول تجار المخدرات الى مجلس الشعب ليستمروا في الفساد والافساد ووقوف رجال المال في وجه مشروعات الشباب لبناء اقتصاد جديد وتآمر بعض القوى الاجنبية لحرمان مصر والعالم العربي من الاتجاه نحو الطاقة النووية لاغراض سلمية.
ولكن ماذا عن هند علام الصحفية داخل هذا العمل باعتبار ان ذلك هو مربط الفرس كما يقال في الاثر الشعبي؟ فهي «نادية الجندي» صحفية لامعة يقول عنها الحوار انها اجرت العديد من التحقيقات التي تكشف فيها الفساد للمسؤولين وللبرلمانيين وتدفع ثمن ذلك غاليا حين تتعرض ابنتها للاصابة بالعمى انتقاما من امها بل وتتعرض هند علام نفسها لاطلاق الرصاص وهنا تدخل عناصر الاثارة لتحاول الاجابة على هذا التساؤل من اطلق الرصاص على هند علام بطريقة التحقيق الصحفي وليس البوليسي؟ هل هم اعضاء مجلس الشعب الفاسدون التي هاجمتهم بقلمها الشريف؟ ام هم طبقة تجار المخدرات التي حاربتهم بتحقيقاتها الصحفية؟ ام جهة اجنبية تحاول ايقاف هند علام عن معرفة السر وراء مصرع زوجها عالم الذرة الدكتور عز «ابراهيم يسري»؟.. ولاينسى المسلسل اضافة خيط درامي مفتعل يدور حول المرأة الريفية قدرية «سلوى خطاب» ابنة عم الدكتور عز، التي كانت راغبة في الزواج منه لولا ان «اختطفته» منها هند علام.
خيوط كثيرة متداخلة في هذا المسلسل وتفاصيل لاتنتهي لم يستطع المؤلف والمخرج الامساك بها وتطويعها، ولعل ما زاد الطين بلة في ضياع الفكرة الاساسية لهذا العمل الفني هو اعتماد الفلاش باك بضرورة او بدون ضرورة ليحكي لنا الخلفية الدرامية، ولكنها في الحقيقة استخدمت كوسيلة للمط والتطويل في الاحداث بدون داع اصاب الجمهور المشاهد بالملل والتشتت.
كما يحفل هذ المسلسل بعدد من المتناقضات منها على سبيل المثال طريقة اداء نادية الجندي الزاخرة بالقدرة على التحدي والذكاء الحاد الذي تقهر به اعتى الاعداء ذكاء، وتقمصها لشخصية صحفية على نحو لم نعرف له مثيل في عالمنا العربي فهي تناطح رئيس تحرير الصحيفة وتفرض موضوعاتها واراءها كيف تشاء وتتجاهل نصائحه في ما يوجهه اليها من تحذيرات يمكن ان تودي بحياتها.
فضلا على طبيعة الحياة المرفهة التي تنعم بها هند الصحفية حيث تعيش كنجمة لا كصحفية فهي تحيا في القصور الفاخرة وتمتلك عزبة فخمة وهو شكل مبالغ فيه لشكل حياة الصحفي في عالمنا العربي.
نادية الجندي تفسد دراما التشويق بالميلو دراما
المطّ في «من اطلق الرصاص على هند» يصيب المشاهدين بالملل
9 أكتوبر 2007 - 20:37
|
آخر تحديث 9 أكتوبر 2007 - 20:37
المطّ في «من اطلق الرصاص على هند» يصيب المشاهدين بالملل
تابع قناة عكاظ على الواتساب
هناء البنهاوي (القاهرة)