سجل التلفزيون السعودي بمختلف قنواته حضورا جيدا في سباق القنوات الفضائية الرمضاني لهذا العام حيث قدم العديد من الاعمال الدرامية المحلية جيدة المستوى وكان ابرزها وبدرجة امتياز مسلسل (صياحة.. صياحة) الذي واصل فيه المخرج عامر الحمود صناعة وتقديم المواهب التمثيلية الشابة من جانب الاستفادة مما قدمه من مواهب في (طاش الاصلي) العام لماضي من جانب اخر .. ومن هؤلاء الموهوبين الشاب محمد القادري من خلال عمله الجديد الذي تعرضه القناة الاولى حاليا (صياحة) وقد حظي بدعم كبير وقدرة انتاجية اكبر من التلفزيون السعودي ، وقدم مستوى انتاجيا مميزا نفذ بين المملكة وفرنسا اضافة الى ضخامة الـ (كاست) الادائي والفريق الفني فللبطولة اختار الحمود كل من محمد العيسى ومحمد بخش وسناء بكر يونس ومروة خليل وياسر عوكل وفخرية خميس واميرة محمد وجعفر الغريب وفاطمة الحوسني وهدى الخطيب وزهرة عرفات وفاطمة عبدالرحيم وميساء مغربي وعددا من الشباب الى جانب ضيوف الشرف النجمتين منى واصف وعبير عيسى.. اما الفريق الفني للتصوير تألف من قصي امبدي وللصوت محارب السواعدة وبهاء الدين لادارة الانتاج وخالد اسعد مخرج منفذ أول.
المسلسل يتناول المشكلات الاقتصادية والاجتماعية لسفر العائلات السعودية في الصيف ويعكس ذلك من خلال اسرتين من الرياض وثالثة من جدة ورابعة من المنطقة الشرقية. وتروي القصة تفاصيل مثيرة وشيقة في قالب كوميدي لاحداث صيف اعدوا له وعادوا منه بتجارب وقصص تشبه تلك التي عاشوها ولا يزال يعيشها ابناء المجتمع في فترة الصيف وتتكون الاسر من شرائح اجتماعية مختلفة منهم من ينتمي الى الطبقة الغنية ومنهم من ينتمي الى الطبقة المتوسطة وهناك من قدم من الطبقة الفقيرة متحديا وضعه وامكانياته رغبة منه في اكتشاف سحر المصيف في الخارج الذي يسيطر على عقول وقلوب الكثيرين من ابناء مجتمعه.
فمنهم المتعلم ومنهم من يتحدث اللغات ومنهم من لا يجيد القراءة والكتابة، وكذلك التاجر ورجل الاعمال والموظف والعاطل عن العمل. جميعهم يشكلون نماذج مختلفة لهم توجهات مختلفة وتطلعات مختلفة ولكنهم يلتقون ويتفقون عند هدف واحد يسعون له بنفس درجة الحماس والاندفاع وهو المصيف في الخارج، من تلك الاسرة اسرة ام مشاعل «سلمى» المكونة من الام والتي جاهدت لتربي بناتها وتحافظ عليهن بعد وفاة والدهن. ومشاعل هي الاخت الجميلة المتزوجة من رجل ثري يملك الثروة والعز وبسببه تعيش سعيدة تنعم برغد العيش مع ابنائها وابنتها العنود والصغير سعود.
سارة الابنة الاخرى التي شاء الحظ أن تتزوج من ابن خالتها الفقير وهو من سكان المنطقة الشرقية عاشت معه متحملة ظروفه وفقره وان كان صبرها قد نفذ بعدما كبرت بناتها اللواتي يشعرن بالفرق الاجتماعي بينهن وبين ابناء خالتهن مشاعل.
وهناك اسرة عبدالرحمن الذي ينتمي الى الطبقة المتوسطة يسعى جاهدا ليحقق رغبات زوجته التي ترفض الاعتراف بانهم ينتمون الى تلك الطبقة وتصر من خلال ممارساتها ومبالغتها في الصرف والتبذير على انها من ابناء الطبقة الغنية.
ومن حقها ان تعيش كما يعيش افرادها تلبس ملبسهم وتسكن وتسافر حيث يسافرون كما انها تسعى لتربية ابنيها على ذلك.
وهناك أسرة اسامة ذلك الرجل الطيب وهو من سكان مدينة جدة.. لديه احساس عال بالمسؤولية والانتماء.. يملك معهدا للتدريب يقدم من خلاله دورات في اللغات والكمبيوتر والادارة للشباب والفتيات وباسعار مناسبة جدا.. يصر على ان لا يرفعها كي لا يحرم ابناء طبقته من علم ينفعهم، فرسالته يوجهها لابناء طبقته وهو اكثر الناس معرفة بظروفهم واوضاعهم.
اسامة متزوج من امرأة قوية الشخصية مستقلة لا تعتمد على دخل زوجها الذي تراه متواضعا للغاية.. لذلك هي تهتم بعملها الخاص وتحاول ان تطور نفسها من خلال الصالون النسائي الذي تمتلكه وتحرص على ان تحقق من خلاله ارباحا تتيح لها على الاقل فرصة قضاء اجازة ثرية.. لديهم دينا وهي ابنتهم الوحيدة.. قريبة جدا لوالدها لا تحب المظاهر التي تحرص عليها والدتها.. تعيش حالة صراع معها.. تعشق القراءة.. تقضي يومها مع الكتاب.. ترفض فكرة الاستعراض.. ترفض أن ترتدي الملابس التي تشتريها والدتها وتفضل عليها الملابس البسيطة العملية.
لكل من هؤلاء قصة وحكاية مختلفة.. وتجمعهم خطاهم في رحلة صيف.. يلتقون يتحدثون وقد لا يتحدثون يتفاعلون ويشكلون بوجودهم على ارض المصيف نسيج ملون ومختلف يمثل قصة صيف قبلها بلاشك الاف القصص وسيأتي بعدها الاف غيرها.
ويأتي دور الممثل الشاب محمد قادري (حاتم) ان الاسرة الحجازية الى جانب ابويه محمد بخش وسناء بكر يونس في دور شاب يتجه الى باريس لدراسة فن الطهو في معهد فرنسي يعود بعدها الى جدة لافتتاح مطعم.
ويقول عن مشاركته في هذا العمل:اعتبر نفسي هبة عامر الحمود لفن التمثيل حيث قدمني لاول مرة في طاش الاصلي وهاهو يواصل صقل موهبتي في عمله الجديد (صياحة.. صياحة) اشكره بكل الاحوال لقد صنع مني اسماً بين الممثلين الشباب في المملكة.