يعيش اهالي محافظة الحناكية (110 كلم شرق المدينة المنورة) في حالة بحث دائم عن الماء نتيجة العطش الذي هم فيه.. فأول ما يلفت نظر الزائر اليهم هو الاعداد الهائلة من الوايتات التي تجوب قراهم وقلما يوجد فرد منهم لا يحمل اناء لجلب الماء.
ولقد اصبح هذا المشهد يتكرر يوميا في ظل عدم وجود الشبكة التي تغذي المحافظة وقراها.
ورغم وجود عدد من السدود بالمحافظة الا انها تكاد تكون خالية من المياه.. هذا ما رصدته «عكاظ» اثناء زيارتها الى سد «قصيبا» الذي لا يبعد عن حاضرة المحافظة سوى بضعة كيلو مترات فيما كان السد سابقا يغذي العديد من المزارع بالماء.كما ان المحافظة تعاني نقصا شديدا في الخدمات كعدم توفر المرافق الصحية والتعليمية الامر الذي جعل كثيرا من الشباب يهاجرون منها بحثا عن حياة افضل.
عبدالله المطيري يقول: انهكنا العطش ولا ندري لماذا تستمر معاناتنا، كما ان سد «قصيبا» يخلو من المياه وقد تشققت أرضيته بفعل الجفاف وهذا ما جعلنا نعيش في حالة بحث مستمرة عن المياه لذا نأمل من الجهات المختصة التدخل لايجاد حل سريع لمعاناتنا.
ومن احد مظاهر الجفاف في المحافظة يشير عمر المطيري الى احدى المحميات في مركز المحفر التي اقامها احد الاهالي ليستفيد منها في الزراعة لكنها اصبحت قاحلة جرداء بلا نبات نتيجة شح الماء فيما الرياح تعبث بما تبقى من محتوياتها.
ويتساءل سليمان نقيمش عن سر الهجرة الجماعية لابناء الحناكية من محافظتهم الجميلة.
سعيد الناصر يقول: المشكلة في الحناكية ليست في المياه اذ يشتكي الناس هنا من نقص في خدمات بلدية اخرى لا سيما الكهرباء التي لا وجود لها في القرى، واكثر ما يقلقنا هو الهجرة الجماعية للشباب في ظل عدم وجود معاهد او كليات تستوعب طاقاتهم وتمكنهم من مواصلة تعليمهم حتى كلية المجتمع لم تحقق الفرصة المطلوبة منها نظراً لانها تمنح الدبلوم فقط، في حين يشترط سوق العمل على الخريجين الحصول على درجة البكالوريوس لهذا كان حصاد الخريجين الجلوس في منازلهم.
وكثير من ابناء الحناكية هجروا المنطقة نتيجة عدم وجود فرصة حقيقية للعمل الى جانب ان الشباب لا يجدون متنفساً لهم وينتظرون انشاء ناد يجمعهم.
وتطرق احمد عبدالله الى نقص الخدمات في المحافظة فقال:لا يوجد بالحناكية صرف صحي وهي تفتقد الى الانارة والحدائق والارصفة.
كما ان السرقات انتشرت مؤخرا في المحافظة لا سيما سرقة المواشي والكابلات الكهربائية، وللأسف هناك بعض من صغار السن والمراهقين اخذوا يسلكون طرقا خاطئة في الفترة الاخيرة تم ضبط عد منهم في اكثر من حالة سرقة.
وتحدث سعيد المطيري عن المخدرات التي اصبحت تهدد حياة الشباب رغم جهود الجهات الامنية في مكافحتها فقد تم ضبط كثير من المهربين على طريق الحناكية وفي مركز النخيل.
وتطلع احمد ناصر وسعيد احمد وغازي الشاعر الى تحسين خدمات المستوصف الطبي الحالي الذي هو عبارة عن منزل شعبي به اطباء يقدمون خدمات صحية اولية لا تتجاوز قياس درجات الحرارة وضغط الدم وتقديم بعض المسكنات.
واضافوا ان مشكلة مركز النخيل الذي اشتهر بانتاج كميات تجارية من العنب مع المياه تعتبر ازلية كما هو الحال في معظم القرى والهجر التابعة لمحافظة الحناكية.
بحثاً عن الكلأ والماء
هجرة اضطرارية من الحناكية
29 أغسطس 2007 - 01:08
|
آخر تحديث 29 أغسطس 2007 - 01:08
تابع قناة عكاظ على الواتساب
سامي المغامسي (المدينة المنورة)