ساد اعتقاد قديم أن الأرض التي تنتج البخور هي أرض مباركة.
كما تحدثت الأساطير المصرية منذ القرن الـ(18) عن جزيرة البخور والجن والنباتات التي تؤكل والاسماك.
وطبقاً لـ(خالد حريري) الخبير الدولي في قضايا البيئة, فإن بحارا اغريقيا في القرن الاول الميلادي اعطى نبذة واضحة عن “سقطرى” التي عرفت آنذاك باسم “ديسكو ريدا”.
في تاريخ الفراعنة والرومان واليونان -ذكرت سقطرى- بأنها موطن البخور, والمر, ودم الاخوين. وقال مسؤول محلي -طبقا لرواية شعبية قديمة- انها عُرفت لدى التاج البريطاني كجزيرة يقصدها المتزوجون الجدد لطرد الأرواح الشريرة.
لم أكن أعرف ذلك حينما اصطحبت زوجتي العزيزة معي, على اعتبار اننا من المتزوجين الجدد. منذ عام فحسب. ونختلف حول عديد اشياء. آخرها -مثلا مثلا- اختلفنا حول مسألة النظر و(البحلقة) في وجه مضيفة الطائرة.
تراه خيانة زوجية, وانا اعاند واراه حلالاً زُلالا. ولو لم نكن -مُعلقين- في الجو لحظتها, ويجمعنا إحساس مشترك بأن الزعل مكانه الأرض.. وإلا فإن خِناقة كانت على وشك أن تحدث. لكن (سلَّم الله) نحن في الجو.
ابتسمنا لبعض -بلا مزاج- ربما كما يفعل لاعبو التايكوندو قبل بدء العراك في الحلبة.
لعل تنوع الطبيعة الاسر هناك, من شأنه ترويض الانس تماما كما اعتقدت الاسطورة بأنه روّض الجن والأرواح الشريرة معاً, وجعلهما يمضيان غير مكترثين بالاذية.
تخيلت للحظة ان الشر والجن كلاهما قتل الآخر تحت جذع الشجرة المُحدّب رأسها. وللشجرة عينان غير متقابلتين تسكبان سائلا كما لو انه لزج, ثم عُرفت باسم “دم الأخوين”.. أو لنقل (تعويذة دم الأخوين).. هذه الشجرة نادرة في العالم ولا توجد الا في مرتفعات (ديكسام) في سقطرى.
غير ان دمي لم يزل “يفووور” يغلي حتى اللحظة, ذلك لأن حال سكان الجزيرة الطيبين يبدو بائساً مقارنة بما في الأرخبيل من ثروات طبيعية وفرص. المركز العالمي لمراقبة شؤون البيئة صنفها كاحدى الجزر العشر الغنية بالتنوع الحيوي في العالم.
Fekry19@hotmail.com
تعويذة دم الأخوين سقطرى
27 أغسطس 2007 - 19:05
|
آخر تحديث 27 أغسطس 2007 - 19:05
تابع قناة عكاظ على الواتساب
فكري قاسم