تأتي القصيدة صادقة مسكونة بالحب والوفاء حين تكون للأرض وللوطن.. وفي ذكرى اليوم الوطني السادس والثمانين لبلادنا الغالية يبوح الشعراء حبا للوطن المعطاء.. يغتسلون بنهر حبه الذي لا ينضب.. ثم يفوحون شذى من عذوبته وطهره وترابه..
يقول الشاعر أحمد الصالح (مسافر) في حبه للوطن:
حبي أنا وطن أهيم به
وفاتنتي وطن
جلدي.. تضاريس وأشجار
وحبي ليس يبليه الزمن
هذا أنا وحبيبتي
لروحان نسكن في بدن
والأرض..؟
نحن النبتة الأولى بها
وهي الحبيبة والكفن
يا حبة الرمل..!!
التي علقت بأهداب العيون
زرعت في هدبي الشجن
وفي قصيدة أخرى يأتي الشاعر عبدالرحمن العمري بقصيدة وطنية مختلفة ليقول:
هل من سبيل إلى إرضائك الأبدي... وأنت حلٌّ بهذا القلب يا بلدي
وثمة شعراء أنشدوا لأماكن ومدن هذه البلاد الممتدة بنبضهم، فشاعر التضاريس محمد الثبيتي يرحمه الله أنشد للمكان لمكة المكرمة قصيدة سماها الرقية المكية يقول:
صَبَّحْتُها
والخيرُ في أسمائها
مسَّيتُهَا
والنورُ ملءُ سمائهَا
حَيَّيتُهَا
بجلالِهَا
وكمالِهَا
وبِمِيمِهَا وبِكَافِهَا وبِهَائِهَا
وغمرتُ نفسي
في أقاصي ليلِهَا
فخرجتُ مبتلاً بفيضِ بَهائهَا
وطَرَقْتُ ساحاتِ النَّوى
حتّى ظَمِئْتُ إلى ثُمالاتِ الهوى
فَسَقَيتُ رُوحي سلسبيلاً مِنْ مَنَابعِ مائِهَا
وَنَقَشْتُ اِسْمِي في سواد ثيابِهَا
وغَسَلْتُ وجهي في بياضِ حيائِهَا
وكتبتُ شَعْرِي عندَ مسجدِ جِنِّهَا
وقرأتُ وِرْدِي قُرْبَ غارِ حِرَائهَا.
من جهته، يأتي الشاعر الجميل عبدالله الصيخان مغنيا لطيبة الطيبة في نص مسكون بالوجد والحب للأرض ولنبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول في نص محلق:
يا طيبةَ الأطْيابِ جِئْتُكِ عَاشقًا
لِسَنَى النَّبِيِّ وخَافِقِي مِحْرَابِي
أمْشِي وأزرعُ آيةً فِي خَافِقي
تَسْقِي هَشِيمَ الوِرْدِ والأعْصَابِ
نورٌ على نورٍ تُضيءُ بَصِيرتِي
وبِها عرفتُ خَطِيئتِي وصَوَابِي
مِنْ هاهُنا مَرَّتْ رَوَاحِلُ سيِّدي
وهُنا اهْتَدى قِسٌّ وأسْلَمْ صَابِي
مِنْ هاهُنا أضْحَى لِطَيْفِ مُحمَّدٍ
نورٌ وأصْغَتْ للحبيبِ رَوَابِي
وأخيرا تختلف الصور الشعرية وتتباين بين الشعراء لكنها تتفق على حب الوطن المسكون في قلوبنا جميعا.
قصائد الشعراء.. عاصفة عشقٍ لا تهدأ
23 سبتمبر 2016 - 22:27
|
آخر تحديث 23 سبتمبر 2016 - 22:27
قصائد الشعراء.. عاصفة عشقٍ لا تهدأ
تابع قناة عكاظ على الواتساب
عبدالرحمن العكيمي (تبوك)