فجأة وبدون مقدمات اشتعلت الاسعار كما يعايش الجميع في كل اتجاه زيادات طالت «الحليب» مثلما «زيوت السيارات» الغذاء ايا كان بالرغم من انخفاض الوقود وباتت القضية «شبه مزاجية».. كل هذا وذاك يحدث والمواطن وحده من يدفع الثمن... فكيس البطاطس المحلية الذي كان يباع بسبعة ريالات قفز بقدرة قادر الى اربعين ريالا وكرتون «علبة زيت السيارات» طار من تسعين ريالا الى مائة وستين ريالا وهكذا لم يترك هذا النهم شيئا يهم الناس الا وقلب سعره رأساً على عقب مستغلا صمتا غير مبرر مما يسمى بـ«حماية المستهلك» وقطاعا يشار اليه بمسؤولية مراقبة الاسعار.
صمت شجع حتى تلك العمالة التي تتاجر على قارعة الطريق او حتى في المحلات التجارية والفكرة ماذا لو تقدم باتجاهك احدهم يعرض عليك وضع يدك في يده «كمواطن» وليس كمسؤول يطلب منك ان يضطلع بمهمه «متابعة تلك الاسعار او مراقبتها وتسجيل اسماء المحلات التي ترتكب تلك المخالفات ورفع تلك البيانات الى القطاع المسؤول عن حماية المستهلك.وماذا لو قدم لك ورقة بها قائمة لمن بالغ في الاسعار ولا يريد منك سوى تسجيل بياناتك الرسمية كشاهد او داعم لشكوى؟
ماذا انت فاعل؟
فهل تبادر ام انك تتردد وتحجم لسبب أو آخر؟
هل تتقدم بحماس ام ان حالة «الاحباط» في الحصول على ثمرة من هذا الجهد تدفعك للرفعه؟
وهل تعتقد ان دعمك في هذه الشكوى سوف يجد صدى من قبل حماية المستهلك ام ثقتك في هذا القطاع لا ترتقي لمستوى العشم وبالتالي تمتنع.. المهم ايا كانت المواقف دعونا نرى:
تريد ان تنكبنا
قبل ان يتجه الى المحل التجاري استوقفته وعرضت عليه المهمة وقلت له مؤكدا:
- سوف نقدم انفسنا كمواطنين وننفي اي صفة اخرى.. رد:
- هل انت مجنون اسعار وارتفعت هل تتوقع ان يسمعنا احد يا عمي قم بذلك وحدك اما انا فلا علاقة لي..
تريد «ان تنكبنا» «كافئ بلادي» يا عمي عساها ترتفع او تنحرق كمان..
قلت:
- الا يهمك.. قاطعني:
- يهمني لكن هناك من يقوم بهذه المهمة.. قلت:
- لقد ارتفعت الاسعار ولازالت، ودوري ودورك فقط ان نقدم كشفا وشكوى.. دفعني قليلا ثم قال:
- لاكشف ولا شكوى هل تتوقع ان التجارة لا تعلم.. صدقني عندها تفاصيل كل شيء وما تحتاج لي ولك..
وماذا لو اتصل هذا العامل اوذاك وطلب الشرطة وادعى اننا ننتحل شخصية مراقب بلدية او مسؤول تجارة..
هل سوف يصدقونك انك قلت للعامل انك مواطن.. اقسم بالله سيفتحون لك محضر.. لا .. يا خويا روح انا ماني ناقص..
- طيب سجل لي اسمك ورقم بطاقتك ولا تذهب معي هذه قائمة بالاسعار المرتفعة في هذه المحلات.. لا شكوى ولا شيء اخر.. خذ اطلع عليها.
نظر الي متفحصا ثم قال:
- تريد بياناتي ورقم بطاقتي الشخصية..
اسمع هل تظن انك تضحك علي اصله من البداية كنت اشك فيك تريد رقم البطاقة لماذا؟ قل لي من البداية يانصاب..!
«اسعارهاه» قالها بتهكم
«شوف.. والله ثم والله لولا انني مشغول لاتصلت بالشرطة الان وجعلتهم يحققون معك اكيد ضحكت على الكثير..
انا اقول «ليش ما ني مطمئن لك» قال ذلك وهم بالابتعاد لكنني استوقفته وقلت:
- يا رجل دعك من هذا الشك دفعني بقوة هذه المرحة صارخا:
- اشك او ما اشك هل تعتقد انني مغفل لهذه الدرجة اعطيك رقم بطاقتي والله ان لم ترحل فسوف ادخلك السجن وانت لا تعرف من أكون قلت:
- السجن... لماذا؟ رد:
لك.. تسمعني ولو زودتها انا من سوف يقول للشرطة انك تنتحل شخصية مراقب بلدية او مراقب الاسعار احسن لك روح لحال سبيلك كلمة واحدة وسوف اتصل بالشرطة واخرج هاتفه الجوال.. قلت:
- أنت قلت بأنك مشغول ولن تتصل.
رد:
- اتفرغ لك واذهب حتى القسم واحلف انك طلبت مني ان انتحل معك شخصية رجل بلدية او مسؤول بالتجارة صدقني سوف اكبرها على رأسك هيا «حل عن سماي» اعترضته مرة اخرى وعندما بادر بمحاولة الاتصال.. قلت له:
- يا خسارة... وكمان لديك استعداد «لتوريطي» كذبا وادعا.. تفضل يا عم ذاك زميلي وتلك كاميرا.. ضحك وثرثر بكلام كثير لكنه لم يستطع خجلا وحيرة ان يبرر موقفة.
نفسي.. أضربك
وبادرني الرجل المتفحص والدقيق جدا بقوله:
- انت بأية صفة تطلب مني ان ارافقك ونسأله كما تطلب اصحاب المحلات عن اسباب الارتفاع في البضائع.. قلت
- أنت مواطن وانا مواطن رد بغلظة:
- «لا تلف وتدور" انا اسألك بأية صفة تستوقفني الان وتطلب مني ان اساعدك فيما ذكرت..
قلت:
- اعود واقول لك كمواطن وارتفاع الاسعار يهمك مثلما يهمني..
صمت قليلا وتفحصني جيدا ثم قال:
- ما هو عملك.. قلت:
- اعتبرني «عاطلا» اريد «تطوعا» ان ادل الجهات المسؤولة عن مراقبة الاسعار على من يخالف.. صمت طويلا للمرة الثانية وقال بما يشبه التهديد:
- يبدو ان وراءك شيء ما بطاقتك لو سمحت قلت:
- يا اخي.. لماذا.. لم اطلب منك سوى دعما في رصد المخالفين ورفعها «لحماية المستهلك" هل هذه جريمة.. صرخ بصوت عنيف قلت.. بطاقتك لو سمحت رددت ببرود:
- لا احملها الان.. لكن اذا اردت بعدما ننهي الجولة على هذه المحلات ونعرف اسباب ارتفاع الاسعار ونسجلها هنا بالامكان ان احضرها لك.. لكن يا ليت توضح لي بأية صفة تطلب بطاقتي.. تجاهل ذلك ورد..
- تريد ان تعرف.. دقيقة.. واخرج هو الاخر هاتفه الجوال لكنني قبلما يفعل ذلك تظاهرت بالخوف والرغبة في الهروب الامر الذي جعله يؤجل عملية الاتصال ويصرخ:
- لا تتحرك.. توقف مكانك.. لم استمع له وبدأت في الابتعاد عنه مهرولا.. فركض وركضت.. عندما سقط «عقاله» توقف ولم يعاود فكرة اللحاق بي لكنه ردد..
- انا اعرف كيف اجيبك مصيرك تقع في يدي..
تقدمت نحوه وانا اعلم انه يود «الفتك بي غضبا» تقدمت وفي يدي بطاقة العمل مع ابتسامة.. تفحصها وقلبها بين اصابع يده ثم التفت نحوي وقال مازحا:
- تصدق.. نفسي بعدما حرقت اعصابي.. نفسي .. اضربك.
الرجل الدقيق كان «موظفا في البلدية».
لا اعرف شيئا في السياسة
بارتباك استمع لي وبارتباك عندما انتهيت قال:
- من قال ان هناك ارتفاعا في الاسعار بالعكس كل شيء تمام والاسعار مناسبة والحمد لله.
قلت:
- يا رجل بكم كنت تشتري علبة الحليب الصغيرة..
رد:
- انا لا اشتري الحليب عندي اغنام والحمد لله
قلت:
- بلاش «الحليب» بكم كنت تغير زيت السيارة رد:
لا اذكر اعطيتها لابني وهو من يغير الزيت وبصراحة لا ادري.
يا اخي لماذا انت خائف الاسعار مرتفعة وانت تقول انها عادية ومناسبة يا رجل تعال معي ونبلغ مراقبة الاسعار عن ذلك هيا.. وامسكت بيده فسحبها بابتسامة مرتبة وتلعثم وتردد الى ان قال الله يخليك هذه سياسة وانا لا اعراف شيئا في السياسة:ارجوك شوف غيري وبدلا من مواصلة طريقه نحو السوبر ماركت كما اراد توجه نحو سيارته يود الفرار لماذا كل هذا صدقوني لا اعرف؟
فقط الرجل يود الانسحاب وكفى وحتى بعدما عرفته بنفسي لم يفكر ايضا سوى في الانسحاب.
انته فاضي.. واحنا مشغولين
كانوا ثلاثة خرج اثنان كانوا في منتهى الادب في محاولتهم الاعتذارية بحجة وجود طعام «الغداء» معهم لكن مع الاصرار بضرورة مرافقتي بدأت اعصاب احدهم تخرج عن السيطرة ولم يلبث الاخر بالتوتر حينما قال:
اسمع هل تعتقد ان هناك من سوف يستمع لك والله لو تقدم ستين شكوى ما عندك احد تفهم وبالمناسبة انت فاضي واحنا مشغولين يالله لو سمحت.
امش من وجهي
شخص آخر كان ينتظر في محل ميكانيكي لم يكن بافضل «حال طعام الغداء للاولاد في السيارة وعندما غضب حلف بالله
- ماني رايح معك ومالي علاقة وامشي من امام وجهي من كان يتابع الموقف قال متبرعا: يا أخي انا اذهب معك كان رجلا مسالما لابعد حد..
طلب مني المارة المساعدة في الإبلاغ عن المغالين في الأسعار
اتهام الصحفي الخفي بالجنون
27 أبريل 2007 - 01:45
|
آخر تحديث 27 أبريل 2007 - 01:45
اتهام الصحفي الخفي بالجنون
تابع قناة عكاظ على الواتساب
حسين الحجاجي (جدة)