-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
جسد نجاح الدبلوماسية السعودية في الأمم المتحدة أمس الأول ــ في إقناع عدد من الدول بالتصويت لصالح القرار الذي قدمته بعنوان «أثر الإرهاب على حقوق الإنسان»؛ إذ تم تمريره بأغلبية كبيرة ــ قوة ومكانة السعودية في المحفل العالمي، فضلا عن كونها رسالة للعالم بأن الرياض ليست فقط حريصة على كبح جماح الإرهاب ولجمه واجتثاثه من جذوره فحسب، بل إعطاء الدول الحق في حماية حقوق الإنسان على أراضيها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، وضرورة وقف التمويل والدعم السياسي والعسكري لهذه الفئة الإرهابية. ويعكس التوجه السعودي الطرح الذي تبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة سوف تدمر أصحاب الأفكار المتطرفة وتسعى للعودة إلى «الإسلام الوسطي المعتدل». هذه الرسالة المباشرة التي أرسلها الأمير الشاب محمد بن سلمان حققت أهدافا إستراتيجية لدعم خطوات مهمة وملموسة اتخذتها السعودية في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتعاون مع المنظمات الدولية والعربية والخليجية، لتكثيف الجهود لمحاصرته، فضلا عن تبادل المعلومات مع الدول الشقيقة والصديقة في مكافحة الإرهاب وشجبها له بكل أشكاله وصوره كافة، وأياً كان مصدره وأهدافه من خلال تعاونها وانضمامها ومساهمتها بفاعلية في الجهود الدولية والثنائية المبذولة ضد الإرهاب وتمويله،خصوصا أن القرار الأممي يقضي برفض الدول توفير ملاذ للإرهابيين أو السماح باستخدام أراضيها أو وسائل التواصل الاجتماعي لديها من قبل الإرهابيين للترويج لأجنداتهم السياسية وأفكارهم الخاطئة، وهذا يجسد حتما حرص الرياض على عدم السماح بتوفير الملاذات للمتطرفين والترويج للأفكار المتطرفة، سعودية الحزم والعزم ماضية بخطوات جادة بجهودها المتميزة في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف من خلال إقرار عدد من التنظيمات والقوانين ضد الإرهاب.. والرياض تولي مكافحة تمويل الإرهاب أولوية قصوى، وبذلت في هذا الصدد جهودا كبيرة على المستويات كافة؛ التشريعي والقضائي والتنفيذي، إذ أصدرت الكثير من الأنظمة والتعليمات، واتخذت إجراءات عدة وتدابير عاجلة ومستمرة لتجريم الإرهاب وتمويله. وعد القائم بأعمال وفد المملكة في الأمم المتحدة بالإنابة الدكتور خالد منزلاوي اعتماد الأمم المتحدة للقرار انتصارا للدبلوماسية السعودية في الحصول على تأييد المجتمع الدولي لسياسة ورؤية المملكة في مكافحة الإرهاب وآثاره، مؤكدا أن القرار نص على عدم ربط الإرهاب بأي دين، ونبذه بكل أشكاله، الذي تمتد آثاره السلبية على التمتع بحقوق الإنسان. المملكة كانت ولا تزال تقف بكل حزم لمواجهة التطرف أو الإرهاب أياً كان مصدرهما، وتحاربهما دون تردد ووفقاً لتشريعاتها الداخلية، وتدعم كافة الجهود الدولية الرامية لمكافحتهما.

السعودية ماضية في اجتثاث الإرهاب من جذوره.. عقارب الساعة لا تعود للوراء.