-A +A
عبده خال
ليلة انتخاب الرئيس الأمريكي كانت صادمة..

كانت الغالبية العظمى في العالم منتظرة وصول أول امرأة للبيت الأبيض، خصوصا وأن منافسها أظهر (فجاجة) في المناظرات الثلاث التي أجريت بين المرشحين.


والرجل (ترامب) قال ما لم يقله مرشح رئاسي سابق، مما يعني أن وجه العالم سوف يتغير إن التزم ببرامجه الانتخابية التي كان عمودها الفقري (إعادة المجد لأمريكا)، فهل ستكون الولايات المتحدة داخل سور حديدي؟

فعودة المجد تعني البناء الداخلي وترك العالم يتخبط في أزماته العسكرية والاقتصادية ورفع يد المساعدة عن دول عديدة في أفريقيا وفي أمريكا الجنوبية.. ومن أقواله أيضا إن أرادت أي دولة حمايتها فعليها أن تدفع مقابلا ماديا لتلك الحماية (إتاوة) فهل سيكون ترامب (الفتوة) القادم وليس الرئيس الذي عليه النظر لكثير من المشكلات الدولية التي مثلت فيها بلاده صناعة الأحداث وإن كان الكونغرس سوف يلجم هذه النعرة القومية فإن شطط الرئيس قد سبقه من خلال تصريحات مختلفة أصابت الكثير بالفزع بدءا من الأمريكيين ذوي العروق الآسيوية والأفريقية..

فالرجل كان صادقا مع انتماءاته البورجوازية حين أغفل كل الطبقات المختلفة واعتمد على طبقة رجال الأعمال الذين دعموه سرا أو جهرا لكي يصل إلى البيت الأبيض بالرغم من جرأة التصريحات المعلنة بعدم اعترافه بنتيجة الانتخابات إن لم يصبح رئيسا.

ليلة الأمس كانت ليلة محيرة فعلا. وقد استفاق العالم على صباح جديد يحمل رجلا استخف بما هو ثابت، وأعلن منذ البدء رغبته السير في تعرجات لم يألفها الحلفاء، وأكد على أنه سوف يلون خارطة العالم بألوان لم تكن من ضمن أدوات علبة الرسم التي حملتها أمريكا في تلوين قضايا الأعداء أو الأصدقاء.

فهل نستطيع القول إن وصول ترامب للبيت الأبيض لن يعفيه من بعض تصرفاته أثناء سباقه للرئاسة عندما أعلن في إحدى مناظراته مع هيلاري أنه سوف يسجنها إن فاز بلقب الرئيس؟ وكيف سيداري سوابقه؟ وهل سيحقق وعوده الانتخابية بنبذ الأقليات؟ وما الطريقة التي سيتبعها من أجل تعزيز القومية الأمريكية في بلد تسوده الأعراق المختلفة منذ أن ظهرت بلاده للوجود..؟ وكيف سيكون موقفه من صداقة بوتين إذا نشب الاختلاف حول بقاء أو رحيل الأسد..؟ عشرات الأسئلة التي تبدأ بـ(كيف)..

ومن (كيف) هذه سيظل العالم يبحث عن إجابة: كيف فاز ترامب في حين أن الكل كان يحمل باقة التبريكات لامرأة انهزمت على حين غرة؟