-A +A
«عكاظ» (لندن)

طور فريق من العلماء علاجا جديدا للسرطان يستخدم ماسحا بالرنين المغناطيسي لتوجيه بذرة مغناطيسية عبر الدماغ لتسخين الأورام السرطانية وتدميرها.

واكتشف العلماء أن جهازا صغيرا، موجها بالتصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن إرساله إلى مركز الورم السرطاني، لديه القدرة على تجنب الآثار الجانبية التقليدية للعلاجات السرطانية عن طريق معالجة الورم بدقة دون الإضرار بالأنسجة السليمة.

ويوجه جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يستخدم عادة لتشخيص السرطان، «الكرة الفولاذية المطلية بالكروم» عبر الجسم. وبمجرد وصوله إلى الورم، يستغرق الأمر 45 ثانية فقط للوصول إلى درجة حرارة 55 درجة مئوية، وهو ما ينتج عنه «انفجار» يدمر الخلايا السرطانية بسرعة دون الإضرار بالأنسجة السليمة المجاورة.

وعند استخدامه في الفئران المصابة بالسرطان، قضى العلاج المسمى «الاستئصال الموجه بالصور طفيفة التوغل»، أو MINIMA، على الأورام في غضون 33 يوما.

ومن المأمول أن يبدأ اختبار الجهاز، الذي وقع اختباره أيضا في أدمغة الخنازير، على مرضى سرطان البروستات في وقت لاحق من هذا العام، لكن العلماء يقولون إنه يمكن استخدامه لأي سرطان.

وقال البروفيسور مارك ليثغوي، كبير مؤلفي الدراسة التي استمرت خمس سنوات، من جامعة كوليدج لندن: «كان الكثير من الناس متشككين للغاية في أننا سنكون قادرين على إرسال بذرة مغناطيسية إلى الورم، واستخدام آلة التصوير بالرنين المغناطيسي لتحريكها. لكن هذا يُظهر أنه يمكن للناس ببساطة الذهاب إلى مستشفياتهم المحلية وإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، ليس فقط لتشخيص السرطان ولكن لعلاجه عن طريق تسخين الورم».

وتم تطبيق الحرارة الشديدة على الخلايا السرطانية لتدميرها في الدراسات التي أجريت على الرجال المصابين بسرطان البروستات سابقا. لكن هذه الطريقة تميل إلى استخدام الجسيمات النانوية المحقونة في الغدة دون توجيهها إلى ورم.

وتتطلب التقنية الجديدة دفع «بذرة» بحجم 2 مم إلى نقطة محددة بواسطة القوة المغناطيسية للتصوير بالرنين المغناطيسي.

ويمكن الآن التسخين، الذي استغرق ما يصل إلى 30 دقيقة مع الجسيمات النانوية، في أقل من دقيقة.

واستغرق الإجراء بأكمله، بما في ذلك توجيه البذرة إلى الورم وتفجيرها ثم سحبها، خمس دقائق على الفئران.

وقالت ريبيكا بيكر، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من مركز جامعة كوليدج لندن للتصوير الطبي الحيوي المتقدم: «يسمح استخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي لتقديم العلاج بهذه الطريقة بتصوير البذرة العلاجية والورم طوال الإجراء، ما يضمن تقديم العلاج بدقة ودون الحاجة إلى إجراء جراحة مفتوحة. وقد يكون هذا مفيدا للمرضى من خلال تقليل أوقات الشفاء وتقليل احتمال الآثار الجانبية».