مركز فحص في ملبورن. أعلنت أستراليا زيادة بنسبة 37 % في إصاباتها الجديدة. (وكالات)
مركز فحص في ملبورن. أعلنت أستراليا زيادة بنسبة 37 % في إصاباتها الجديدة. (وكالات)




نقطة مؤقتة للفحوص بمدينة شانغتشون، حيث أعلنت أول وفاة بكوفيد منذ أكثر من عام. (وكالات)
نقطة مؤقتة للفحوص بمدينة شانغتشون، حيث أعلنت أول وفاة بكوفيد منذ أكثر من عام. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يبدو أن الشعور بالضيق والسأم حيال وباء فايروس كورونا الجديد، الذي دفع الدول دفعاً إلى التخلي عن إجراءاتها الوقائية، أضحى يجعل الحديث عن واقع الأزمة الصحية العالمية أمراً غير مستحب؛ خصوصاً لدى التيارات الضاغطة من أجل حمل الشعوب على الاعتقاد بأن كوفيد-19 صار مجرد مرض متوطن محلياً، مثل الملاريا، والإنفلونزا، والدرن. ولكن هل تلك الأماني قادرة على الصمود بوجه الحقائق مجسّدة في الأرقام؟ الحقيقة التي لا مناص من تدبرها وتأملها، ومن ثم التعامل معها، تتمثل في أن كوفيد-19 لا يزال وباء عالمياً، وأن إصاباته الجديدة آخذة في الارتفاع شرقاً وغرباً، من دون اعتراف بحدود جغرافية، ولا سياسات صارمة في مكافحة الفايروس.

لنبدأ من بريطانيا، حيث ظللنا نرقب الأزمة الصحية منذ اندلاع نازلة كورونا في 2019. فقد ألغى رئيس الحكومة بوريس جونسون معظم التدابير الوقائية، ووضع الشعب أمام خيار وحيد: أن يتحمل البريطانيون مسؤولية مكافحة الوباء بأنفسهم، من دون تدخل حكومي! ويقول الواقع المؤلم إن إصابات كوفيد-19 متزايدة في بريطانيا حالياً بدرجة مثيرة للخوف والقلق. ففي يوم الأربعاء سجلت بريطانيا 89717 حالة جديدة. وارتفع العدد الخميس إلى 90349. وقدر مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أمس عدد الإصابات الجديدة بين سكان مقاطعة إنجلترا خلال الأسبوع المنتهي في 12 مارس الجاري بـ 1.544.600 نسمة. وفي مقاطعة أسكتلندا، أشار المكتب الى أن شخصاً من كل 14 أسكتلندياً أصيب بالفايروس خلال الأسبوع المشار إليه. وزاد القلق تأججاً تحذير علماء بريطانيا من أن المناعة الناجمة عن التطعيم بلقاحات كوفيد-19 تنحدر بسرعة كبيرة وسط نزلاء دور رعاية المسنين. وأشارت صحيفة «الغارديان» أمس إلى أن الارتفاع الراهن في عدد الإصابات الجديدة يقف وراءه تفشي سلالة BA.2 المتفرعة عن سلالة أوميكرون. وأضافت أن هذه السلالة الفرعية غدت تهيمن حالياً على المشهد الصحي في أرجاء بريطانيا. وفي الولايات المتحدة، أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس الأول أن BA.2 أضحت تصل إلى أكثر من 23% من الحالات الجديدة في أمريكا. وزادت أن نسبة تفشيها لم تكن تجاوزت 13.7% الأسبوع الماضي. وبدأت الصحف وشبكات التلفزة الأمريكية تطلق على هذه السلالة الفرعية عبارة «أوميكرون الخفية»، لأنها حين يتم فحص الشخص تظهر كأنها سلالة دلتا. وتمسك العلماء الأمريكيون بأن هذه السلالة الفرعية أسرع تفشياً من أوميكرون الأم. وأوضحت صحيفة «يو اس ايه توداي» أمس أن الأبحاث أكدت أن BA.2 يمكن أن تعيد إصابة الشخص بعد فترة وجيزة جداً من تعافيه من إصابته السابقة بسلالة أوميكرون. وفي عدد من الدول الغربية تزايدت أمس مناشدات الخبراء الصحيين لحكومات بلدانهم التراجع عن التحرر الكامل من التدابير الاحترازية، خصوصاً النصح بارتداء الكمامات، والتزام التباعد الجسدي. وقالوا إن التخلي عن ذينك الإجراءيْن من شأنه أن يتيح فرصة ذهبية للسلالة الفرعية الخفية BA.2 للتفشي بشكل أسرع في أنحاء أمريكا وأوروبا الغربية.


ولم تكد أية دولة تسلم من ارتفاع الحالات الجديدة. في الصدارة جاءت كوريا الجنوبية، التي أعلنت الخميس أنها سجلت في غضون 24 ساعة 621328 إصابة جديدة. وذكرت الجمعة أنها رصدت الخميس 407017 حالة جديدة، و381329 إصابة جديدة الجمعة. وسجلت هولندا أمس الأول 54216 إصابة جديدة. أما النمسا فسجلت الخميس 51112 حالة جديدة. وأكدت أستراليا أمس الأول 48677 إصابة جديدة. وسجلت اليونان 23621 حالة جديدة. أما ألمانيا فسجلت الخميس 190187 حالة جديدة. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في عدد الجمعة الى أن الخبراء يعتقدون بأن الولايات المتحدة مقبلة على موجة فايروسية جديدة، تقودها سلالة BA.2 الفرعية، التي تكتوي بها أقطار أوروبا راهناً. وزادت أن أوروبا تسجل إصابات بمعدل 95 شخصاً من كل 100 ألف نسمة؛ في حين لم يكن المعدل يتجاوز 87 شخصاً من كل 100 ألف شخص في 3 مارس الجاري. وخلصت الى أن العلماء والساسة الأمريكيين باتوا مقتنعين بأن أي ارتفاع للإصابات في أوروبا سينعكس بشكل مماثل على الولايات المتحدة. واعتبرت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية الارتفاع المشار إليه «قمة جبل الجليد» فحسب من التقلبات المحتملة للفايروس.

تقارب دول أمريكا اللاتينية في الماراثون الصحي

أضحت أرقام الأزمة الصحية العالمية متقاربة جداً في بلدان أمريكا اللاتينية. فقد احتلت بوليفيا المرتبة الـ 63 عالمياً، من حيث عدد الإصابات بفايروس كوفيد-19 (929013 إصابة). وجاءت في المرتبة الـ 65 أوراغواي بـ 871081 إصابة، تليها الإكوادور في المرتبة الـ 66 عالمياً، بـ 849699 إصابة منذ بدء نازلة كورونا. وجاءت كوستاريكا في المرتبة الـ 67 بـ 828442 إصابة. واحتلت غواتيمالا المرتبة الـ 68 عالمياً بتسجيل 812125 إصابة بوباء كورونا.

أحرزت السعودية تقدماً جديداً (الجمعة) في جبهة الحرب على وباء كوفيد-19 العالمي. فقد تراجعت مرتبة وحيدة من الـ 72 إلى الـ 73، في قائمة ترتيب دول العالم من حيث عدد الإصابات. وكانت «عكاظ» أشارت أخيراً إلى تقدم السعودية مرتبتين من الـ 70 إلى الـ 72، في قفزة إيجابية، عزاها الخبراء الصحيون إلى تكامل البروتوكولات العلاجية التي تتبعها السعودية، وإلى نجاعة التدابير الوقائية التي اتبعتها منذ اندلاع نازلة كورونا.

انتقل التناحر بين مصر وإثيوبيا بسبب الخلاف الجوهري في شأن سد النهضة الإثيوبي إلى ماراثون الوباء العالمي. فقد احتلت مصر أمس الأول المرتبة الـ 85 عالمياً، من حيث عدد إصاباتها (495373 إصابة)، مقارنة بعدد سكانها البالغ 105.6 مليون نسمة. فيما احتلت إثيوبيا المرتبة الـ86 عالمياً، بـ 469393 إصابة، مقارنة بعدد سكانها البالغ 119.8 مليون نسمة.