-A +A
حاتم الحربي *
نشاهد ونرى آثار التنمر على حياة الأبناء في جميع المستويات وما يترتب عليه من التبعات الاجتماعية والنفسية على حياتهم من عراقيل حياتية متنوعة قد تصل أحياناً إلى الإعاقة الاجتماعية بمفهومها العام.

لكن عند انتقادنا للتنمر والتطرق إليه باستفهامات متتالية، فهل نستطيع الإجابة على التساؤل الرئيسي من أين جاء التنمر؟


وهل هو إرث للعولمة وما شابها من ضعف في سمات حياتنا الاجتماعية؟ وهل يمكن تسميته بالخلل الذي يخترق التوازن الأسري؟ وهل غابت الأسرة بفعل عوامل التطور التقني عن أداء مهماتها الرئيسية في بناء المجتمع؟

إن استطعنا مواجهة هذه التساؤلات بإجابات واضحة وبأسلوب علاجي ووقائي لهذا الوباء الاجتماعي حينها نستطيع رصد هذا التنمر والعمل على تطوير الإمكانيات النفسية والاجتماعية للأفراد والأسرة في سبيل تعزيز مناعتها ضد أي اختراق لهذا السلوك المتزايد في المجتمعات بتزايد الغزو الفكري الدخيل على كل بلد حسب توجهاته الحياتية.

دور الخدمة الاجتماعية والصحة النفسية الفاعل والمؤثر للتصدي للتنمر ودحض نشأته بتنوع الأساليب العلاجية وما تتميز به من مرونة عالية في العلاج الاجتماعي يقودنا إلى أن نستثمر جهودنا في رسم الابتسامة المشرقة في محيا أبنائنا والإنصات لهم والسماع لهم ضعف توجيهاتنا لهم وعدم التوقف عند بعض المواقف حتى نستطيع التعرف على مواطن أكثر خطورة في حياتهم.

عندما يكون التدخل المهني والعلاجي من مختصين في المجال الطبي والعلاجي والتأهيلي، فمن الطبيعي الحصول على نتائج متميزة وعلينا غبر أسوار الأسرة من أجل أبناء وأجيال أكثر نفعاً وحيوية.

«الكلام من اختصاص المعرفة أما الاستماع فهو امتياز الحكمة» أوليفر هوملز.

* أخصائي اجتماعي