-A +A
عبدالمحسن الأحمدي *
من نتائج العمل في مجال علاج الإدمان والتعامل مع الشخصية الإدمانية من أجل الوصول للتعافي والاستمرار في رحلة التعافي وتغيير السلوك الإدماني، تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة الموجودة عند شريحة من المجتمع والأسر بأن متعاطي المخدرات المدمن لن يتغير أبداً، لذلك لا بد من تغير تلك الفكرة والمفهوم بشكل بسيط وواضح بأن الإنسان قابل للتغيير، حتى مدمن المخدرات بقدرة الله ثم بمساعدة الآخرين.

من أسباب اعتقاد الآخرين، الذين لديهم تجربة سابقة، عدم مشاركة المريض في البرنامج العلاجي وكذلك عدم معرفتهم به، ما يؤثر ويعيق عملية العلاج والاستمرار في التعافي - تعاطي المخدرات.


وصول المتعاطي لدائرة مرض الإدمان أكبر مشكلة على الفرد والمجتمع والأسرة، فمتعاطي المخدرات أو المدمن شخص مريض يحتاج المساعدة والدعم والتوجيه الصحيح والمكان المناسب لحالته وعلاجه من الإدمان.

وبالعودة إلى المفهوم العلاجي للبرنامج بنظرة سريعة للتعرف عليه من خلال مراحل العلاج والتعافي وأهدافه التي تشمل مراحل العلاج الست، ولكل مرحلة دور في زيادة دافعية المريض للعملية العلاجية، وذلك عن طريق الخطة العلاجيه للفريق العلاجي والجلسة الفردية والمجموعات العلاجية الجماعية، ومراحل التعافي الـ6 (الاستبصار بحجم المشكلة والنمو والتطوير في التعافي وتعزيز الكفاءة والقدرة لدى المتعافي عن طريق دنياميكية المرض ودنياميكية التعافي).. ويقام هذا العمل من خلال مجموعة علاجية وكل مجموعة لها آلية خاصة في العمل.. والهدف هو تصحيح المفاهيم لدى المريض وتغيير السلوك الإدماني وتغيير نمط الحياة السابق عن طريق مفاهيم المرض ومفاهيم التعافي والوقاية من الانتاكسة والخطوات الـ12 والعلامات التحذيرية وصحيفة التعافي..

الخلاصة، أن المخدرات لا تنتهي وهي موجودة، وهذا واقعي والإدمان عليها أكبر وأخطر مشكلة، ولا بد أن نتقبل فكرة العلاج والبرنامج العلاجي، وذلك لتأهيل المريض والخروج من دائرة الإدمان، ومشاركة الأسرة في العلاج والتعاون مع الفريق العلاجي أيضاً مهمة جداً مع عدم تدخلات الأسرة في علاج المريض، وطالما أن هناك مراكز صحية متخصصة لعلاج الإدمان في المملكة العربية السعودية سيساعد ذلك كثيراً في تعافي المدمن لوجود من يقوم على خدمة المريض.

* مرشد علاج إدمان ورئيس قسم الإرشاد والتعافي