-A +A
إعداد: محمد المشرعي mmashraee2@
حملت بنود «رؤية المملكة 2030» التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 25/ 4/ 2016م، اهتماماً كبيراً بالتراث السعودي، واعتبرته إحدى استراتيجياتها الأساسية، وأحد عناصرها الرئيسية الداعمة للنهضة التنموية والاقتصادية للوطن، وتزخر السعودية بثرواتٍ تاريخية، يعدها الباحثون أكبر من نظيراتها في أي بلدٍ آخر، وهي امتدادٌ لتاريخ حضارات الأمم التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية منذ آلاف السنين.

وأكدت الرؤية على الاهتمام بهذه الثروات التراثية، وإعادة إحيائها، تمهيداً لتسجيلها ضمن التراث العالمي، وفتح الأبواب للراغبين في زيارتها من كل أنحاء العالم.


هذا الإرث التراثي الغنيّ يثبت المكانة العالية والبارزة للسعودية على خارطة الحضارات الإنسانية، إذ كانت أرض السعودية رابطاً بين حضارات وادي النيل المتعاقبة، وحضارات بلاد ما وراء النهرين، كما كانت ممراً لطرق التجارة التي تربط بين الجزيرة العربية والصين والهند والسند.

ولا يكاد يخلو جبلٌ من جبال السعودية من نقش صخري، أو معلمٍ تراثي، أو رسومات تتلهّف الناس لرؤيتها وتصويرها والاحتفاظ بذكراها.

وانقسمت هذه النقوش بين الكتابة والرسم، وتعددت لغات الكتابة، وكانت النقوش مستمرةً إلى القرن الماضي، وربما تسببت الحياة المدنية، في توقف الكتابة على الصخور حالياً.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر فإن مدناً مثل مكة والمدينة والطائف ونجران والأحساء، وجُبّة وشويمس في حائل، وتيماء، ودومة الجندل، والفاو، ومدائن صالح، والعلا، وتاروت، تعتبر كنوزاً تراثية في السعودية، وغيرها مدن وقرى كثيرة يصعب حصرها.

إن اهتمام وزارة الثقافة الذي نشهده اليوم، يجب أن تدعمه وزارة الإعلام ووزارة السياحة، ووزارة التعليم خاصةً، وعلى جميع الوزارات أن تشارك في دعمها لإبراز الكنوز التراثية في بلادنا، وجذب السياح لها، من كل أقطار العالم، لمنح بلادنا مكانتها العالمية التي تستحقها.