-A +A
راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@
تجددت الانتفاضة اللبنانية في وجه أحزاب الصفوة الحاكمة أمس، لليوم الثالث على التوالي، على رغم محاولة «شيطنة» هذا الحراك الشعبي، إذ تغلغلت فرق مسلحة وسط المتظاهرين، وعمدت إلى إحراق وتكسير الأملاك العامة والخاصة، ما كبد المؤسسات والبلديات خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين الدولارات. وكشف مراقبون لـ«عكاظ» أن محاولة السلطة شيطنة المظاهرات هو السبيل الوحيد أمامها لقمع المحتجين قبل أن تخرج الانتفاضة عن سيطرة الأحزاب، خصوصا أن المحتجين رفضوا الخضوع لخطابات زعمائهم. والمفاجئ في هذا الحراك هو رص الصف الشيعي، مع استمرار الاحتجاجات بوجه الثنائية الشيعية «حركة أمل وحزب الله»، ما دفع الحزبان لإرسال قوات مسلحة بشكل علني لقمع المتظاهرين من طائفتهم. إلا أن الأصوات الشعبية أكدت أمس أنها لن تتراجع. واتهم أمين حزب الله حسن نصرالله المتظاهرين بأنهم ينفذون أجندة سياسية لإسقاط العهد، متوعداً الجميع بأن العهد لن يسقط. وحذر من أنه إذا نزل «حزب الله» إلى الشارع فلن يعود أدراجه قبل أن يقلب الموازين. ورد المتظاهرون السلميون على نصرالله بدعوتهم أمس الشعب اللبناني إلى مظاهرة مليونية اليوم، لتكون رسالة واضحة بأنه لا رجعة قبل محاسبة المسؤولين، وإسقاط العهد. ووجه المحتجون غضبهم نحو النخبة السياسية التي يلقون عليها بمسؤولية دفع الاقتصاد صوب الهاوية.

وأغلق محتجون في جنوب وشرق وشمال البلاد الطرق وأحرقوا إطارات سيارات ونظموا مسيرات في الشوارع، على رغم انتشار مسلحين موالين لحركة أمل الشيعية مدججين بأسلحة ثقيلة لإخافتهم.