-A +A
عبدالعزيز الربيعي (الطائف) arabiue@

قطعت سيارة جانحة حكايات وابتسامات الود والصفاء التي عُرف بها زوجان في محافظة الطائف طوال حياتهما، بعد أن داهمتهما مسرعة ليفترقا إلى الأبد، رغم تماسكهما بالأيدي أثناء محاولة تجاوز الشارع ووقوع الحادثة.

الحكاية المحزنة شهدها حي الحلقة الشرقية بالطائف بالقرب من إدارة التعليم، عندما كان المربيان محمد سعد النفيعي (مشرف تربوي متقاعد) وزوجته خضراء بنت عواض النفيعي (وكيلة مدرسة متقاعدة) يحاولان قطع الطريق ممسكين بأيدي بعضهما، قبل أن تداهمهما سيارة مسرعة وتبعدهما عن بعضهما إلى الأبد. ورغم نظرات الألم من الزوج العاجز عن إنقاذ شريكة حياته وهما ممددان على قارعة الطريق وينزفان، إلا أنه كان يُمنّي النفس أن يسلمها الله ويلتقيا ولو بعد حين، لكن الأماني ذهبت أدراج الرياح عندما أسلمت الزوجة الروح لبارئها متأثرة بإصاباتها، وخرج الزوج من الحادثة بإصابات متفرقة، لكنه فقد الشريكة التي قال عنها «لن تُنسيني الأيام فقدها»، وكأنه يستجدي البارودي في قصيدته:

يا دهــرُ! فيم فجعتني بحليلةٍ! كانت خُـــلاصةَ عُـدَّتي وعَتَادِي

إنْ كنْتَ لم ترحمْ ضنايَ لبعدِها أفَـــلا رحمْتَ من الأسى أولادِي

أفـــرَدْتَهُنَّ فلم ينمْنَ تــوجُّعـــاً قرحى العيون رواجفَ الأكبادِ

ألقيْنَ دُرَّ عُقُودِهن، وصغن مــــن دُرِّ الدمــــــــوع قلائَد الأجيادِ

يبكينَ مـن ولهٍ فـــراقَ حَفيَّـــــةٍ كانت لهن كثيـــــرةَ الإسعـــادِ

خـدودهـنَّ من الدمـــــوع ندِيةٌ وقلوبُهنَّ من الهمـــــومِ صوادِي

الفقيدة التي كانت مضرب للمثل في الأدب والاحترام ومساعدة المحتاجين، نعاها أبناء قبائل بني سعد جنوب الطائف، وزميلاتها وطالباتها مجددين مآثرها يرحمها الله.

ويتقبل العزاء في حي العرج الأسفل بالطائف.