الشبان بجوار عربة المأكولات والمشروبات.
الشبان بجوار عربة المأكولات والمشروبات.
-A +A
«عكاظ» (جدة)okaz_online@
لم تقف إعاقة الصمم والبكم حائلاً أمام خالد الفارسي وعبدالمحسن المقاطي وبدر بندر، ومحمد حمدي، لاعتراض طريقهم نحو النجاح والتميز، بعد أن أعطوا دروساً مهمة في الإصرار والتغلب على التحديات، وأصبحت مسيرتهم مضيئة، تستحق أن تروى، بدءاً من مشوارهم في الغربة للحصول على الشهادة العلمية من جامعة غالوديت في الولايات المتحدة الأمريكية، مروراً بالعمل «باريستا» لإعداد القهوة، وصولاً إلى عربة «فود ترك».

ونجح الفارسي والمقاطي «حاصلان على ماجستير تربية خاصة مسار إعاقه سمعية»، في تخفيف وطأة الغربة مع بندر «بكالوريوس إدارة أعمال»، وحمدي «بكالوريوس تقنية معلومات»، بتحقيق هدفهم الأول في الحياة وهو الشهادة الجامعية، معتبرين العجز هو الاستسلام والارتهان لعدم تطوير الذات. ولم تتوقف طموحات «أصحاب الهمم» عند التحصيل العلمي، بل حرصوا على توفير مصدر دخل لهم أثناء دراستهم في الولايات المتحدة من خلال بيع قهوة لنزلاء الفندق الذين كانوا يقطنون فيه، وحين شمروا عن سواعدهم للتطوع في الجامعة نجحوا في لفت الأنظار نحوهم، وتم استدعاؤهم لافتتاح محل، وبعد مرور شهرين تضررواً جراء أزمة فايروس كورونا، واضطروا إلى العودة الآمنة للوطن.


ورفضوا الاستسلام للإعاقة وكسروا الحاجز النفسي، بالإقبال على الحياة متسلحين بالإرادة للوصول إلى حلمهم بالتغلب على صمهم وبكمهم من خلال التواصل مع المجتمع، عبر سيارة متنقلة لبيع الوجبات السريعة والمشروبات المتنوعة «فود ترك». وعلى الرغم من فقدانهم حاسة السمع والكلام، لم يعرفوا معنى للمستحيل، بل تخطوا حاجز الصوت وأصبحوا مثالاً يحتذى به في التفوق والنجاح، ويطمحون إلى إنشاء مدرسة للصم وضعاف السمع، لتعليم لغة الإشارة لمن لديهم إعاقة في النطق.