خلف المطيري
خلف المطيري




الفقيد محمولا على الأكتاف إلى المسجد. (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)
الفقيد محمولا على الأكتاف إلى المسجد. (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)
-A +A
حازم المطيري (الرياض) almoteri75@
برحيل البروفيسور اللواء الدكتور خلف ردن المطيري أمس الأول، طويت صفحة أحد المميزين من أبناء الوطن. أظهر البروفيسور المطيري نبوغا مبكرا في زمن شحت فيه الإمكانات، إلا أنه بطموحه وعصاميته استطاع أن يتفوق في تخصص دقيق في الطب، فذاع صيته في الداخل والخارج.

درس الراحل المطيري جراحة المخ والأعصاب بالصدفة ودون تخطيط، إذ كان ينوي دراسة جراحة القلب قبل 45 سنة في ألمانيا، بعد أن جذبه هذا المجال في مرحلة الامتياز.


وبعد عودته كان الطبيب السعودي الوحيد المتخصص بمجال جراحة المخ والأعصاب، رحل البرفيسور المطيري عن الدنيا عقب رحلة طويلة حافلة بالنجاحات والتفوق على جميع الأصعدة الطبية، كان سببا في شفاء كثير من المرضى بعد الله تعالى، إلا أنه لقي ربه أخيرا متأثرا بالسرطان.

حقق خلال عمله في مجال جراحة المخ والأعصاب إنجازات مشهودة، جعلت منه طبيبا عالميا، وحصل على أعلى الأوسمة وتولى أعلى المراكز في تخصصه، واستطاع بتميزه ونبوغه جعل اسم المملكة يتردد في العديد من المحافل العلمية والعالمية.

من جهته، قال المهندس عبدالله بن خلف بن ردن المطيري (الابن الأكبر للفقيد) لـ«عكاظ»:«ترك والدي أثرا كبيرا فينا، كان مثالا يحتذى به في الالتزام الحقيقي وحبه لعمله، واحتفظ بسجل حافل لمآثره»، مؤكدا أن والده كان يحثهم على قضاء حوائج الناس في جميع الظروف ونفعهم.

وذكر المطيري أنهم سيسيرون على خطى والدهم، مقدما شكره لكل من واساهم في فقيدهم، الذي أديت الصلاة عليه في جامع الراجحي في الرياض أمس، ودفن في مقبرة النسيم.

45 عاماً من الإنجازات الطبية

يصنف اللواء الدكتور خلف ردن المطيري -رحمه الله- كأمهر الأطباء في العالم في جراحة المخ والأعصاب، وهو خريج كلية الطب في عام 1975 من جامعة بون بألمانيا، وعمل في المستشفى العسكري بالرياض، وتدرج حتى أصبح مدير برنامج مستشفيات الرياض والخرج. تقلد -رحمه الله- أول رئيس للاتحاد العربي لجراحة المخ والأعصاب عام 1996، ومنصب النائب الثاني لرئاسة الاتحاد العالمي لجراحة الأعصاب عام 2001 والنائب الأول لرئاسة الاتحاد العالمي لجراحة الأعصاب عام 2005، وتقلد أيضا رئيس لجنة جراحي الأعصاب للعسكريين في الاتحاد العالمي لجراحة الأعصاب عام 2009. قدم عددا كبيرا من البحوث والدراسات يزيد عددها على 144 بحثا، حصل على جائزة الملك عبدالعزيز بالدرجة الأولى، وأكاديميا ميدالية الشرف من الجمعية العالمية، وأيضا حصوله على النائب الأول لرئيس الجمعية العالمية لجراحة المخ والأعصاب. شارك في حرب الخليج، وقام بأداء الواجب من خلال إنقاذ الجرحى وعمل العمليات الجراحية الخطيرة هناك.