المستشار الألماني (يمين) والرئيس الفرنسي (وسط) ورئيس وزراء إيطاليا داخل قطار في طريقهم من بولندا إلى أوكرانيا
المستشار الألماني (يمين) والرئيس الفرنسي (وسط) ورئيس وزراء إيطاليا داخل قطار في طريقهم من بولندا إلى أوكرانيا
-A +A
«عكاظ» (القاهرة) okaz-online@

توقع مدير إدارة البحوث والدراسات الإستراتيجية بجامعة الدول العربية علاء التميمي أن تدشن الحرب الروسية الأوكرانية نظاما دوليا جديدا وصفه بـ«حالة اللاقطبية» عبر بناء نظام إقليمي بعيداً عن استقطابات القوى الكبرى.

واعتبر خلال أعمال الندوة العلمية لمركز الأساليب التخطيطية التابع لمعهد التخطيط القومي، تحت عنوان: «مستقبل المنطقة العربية في ضوء رؤى مراكز الفكر العالمية»، أن هناك فرصة سانحة أمام العالم العربي لو توفرت الإرادة السياسية لتقوية المشتركات وتنحية الخلافات، لتكوين اتحاد عربي كقوة مؤثرة وفاعلة إقليميًا ودوليًا.

ولفت التميمي إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية جددت إثارة الجدل العالمي حول مستقبل النظام الدولي في ضوء ما أسفرت عنه تلك الحرب من شواهد متعددة تعد إيذاناً بالانتقال إلى نظام دولي جديد بدلا من النظام الأحادي الذي ساد منذ نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي. وأفاد بأن المختصين بالشأن الدولي يؤكدون أن حرب أوكرانيا كاشفة لحقيقة الانتقال الذي قد يحدث في النظام الدولي، ويكون إيذانا بنشأة نظام دولي جديد.

وأضاف أن المشهد الحالي لا يمكن النظر إليه بمعزلٍ عن تفاعلاته الدولية، ذلك أنه يشكل تجسيداً لملامح جديدة لمستقبل النظام العالمي، في ضوء ما تعكسه الحرب من انقسامات واصطفافات بين روسيا وحلفائها من ناحية، والولايات المتحدة وحلفائها من ناحية أخرى.

ورأى أن العالم على أعتاب نظام عالمي يتشكل اليوم، وقد تكون الحرب الباردة بنسختها الجديدة جزءاً من هذا النظام الذي سوف يقلب الموازين ويمهد لما هو أسوأ من الحرب العالمية، وهي الحروب الطويلة الأمد، وحروب المصالح والهيمنة على حساب طمس دول أخرى.

واستعرض الاتجاهات الفكرية بشأن مستقبل النظام الدولي، إذ تبنى كل اتجاه رؤية فكرية مختلفة عن الآخر ومستندة إلى أمثلة وشواهد في تبنيه لتلك الرؤية، لافتا إلى أن الاتجاه الأول يشير إلى استمرار النظام الدولي أحادي القطب، أما الاتجاه الثاني فيرجح تحول النظام الدولي إلى حالة اللاقطبية، فيما يسير الاتجاه الثالث نحو نظام متعدد الأقطاب.

وقال إن الاتجاه القائل بتعدد الأقطاب فلا يمكن قبوله منطقيا، لأن هذا النظام لن ينشأ إلا إذا نشبت حرب بين الدول الكبرى تنتهي بانتصار بعضها على بعضها الآخر، ومن ثم يقوم المنتصرون بإعادة صياغة مؤسسات النظام وقيمه بحسب توازن القوى الجديد، ومعطيات الواقع لا تؤكد قيام حرب عالمية ثالثة حاليا.

واستنادا إلى رؤية المدرسة الليبرالية «المثالية» فإن العالم يشهد نظام حوكمة دوليا يسوده القانون الدولي وتحكمه الأمم المتحدة بقواعد مكتوبة وتفصل فيه المحاكم الدولية، ومن ثم فإن العالم يشهد تعاونا غير مسبوق في شتى المجالات سيجعل من قيام حرب ثالثة أمرا غير متوقع.