بوتين
بوتين
-A +A
«عكاظ» (واشنطن، جدة) OKAZ_ONLINE@

اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن دول الغرب أساءت قراءة ما يدور في ذهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأفادت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، اليوم (السيت)، بأن ضابط المخابرات السوفيتية السابق «بوتين» أمضى سنوات في مهاجمة نظام ما بعد الحرب الباردة وأرسل إشارات عدة بشأن اعتزامه توسيع دائرة نفوذ بلاده. ولفتت إلى أن القوى الغربية وحلفاءها الذين اتحدوا في معارضة العملية العسكرية لا يمكنهم القول إنه لم يوجه إليهم تحذيرات بأنه سيقوم بذلك.

وذكرت أن الرئيس الروسي سعى منذ 15 عاما إلى شجب الهيمنة الأمريكية على الشؤون العالمية وانتقد بشدة النظام الأمني الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية بصفته تهديداً لدولته، ولم يكتف بالأقوال بل قرنها بالأفعال؛ فضم أجزاء من جورجيا واستولى على شبه جزيرة القرم وأرسل قوات إلى إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

ليس هذا فحسب، بل إن بوتين حذر من توسع حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، معتبرا أنه تهديد وجودي لأمن روسيا، وأنه يرى أوكرانيا جزءا من روسيا.

وبحسب «وول ستريت جورنال» فإنه حتى وقت قريب كان عدد قليل من القادة الغربيين يعتقدون أن بوتين سيشنّ غزوا واسع النطاق ضد أوكرانيا، ولم يقدّروا بشكل صحيح إصراره على استخدام القوة، بنفس الطريقة التي غزا خلالها الاتحاد السوفييتي السابق تشيكوسلوفاكيا في عام 1968 للسيطرة من جديد على الدول الواقعة على أطراف روسيا.

ونقلت عن المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي الجنرال المتقاعد هربرت ماكمستر قوله: «كانت هناك حالة من النرجسية الاستراتيجية والفشل في تقدير العاطفة والأيديولوجية والطموح الذي يدفع بوتين والأجهزة الأمنية المحيطة به».

ورأت الصحيفة أن هجوم بوتين الشامل على أوكرانيا وضع الغرب في موقف ضعيف للغاية، إذ يسعى لإيجاد سبل لردع الغزو والتأثير على زعيم روسي أثار الشكوك بشأن استعداده لاتخاذ إجراءات حاسمة.

واعتبرت أن أوكرانيا تتحمل الآن تكاليف فشل الغرب في ردع روسيا، التي ظلت على مدى 14 عامًا في حالة معاناة استراتيجية؛ فقد كانت في انتظار الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، لكنها لم تقبل على الإطلاق الانضمام إلى الحلف والضمانات الأمنية التي قدمتها.

واختتمت الصحيفة بالقول: على المدى الطويل، مزق الغزو العلاقات الباردة بالفعل بين التحالف الغربي وموسكو، وخلال الأشهر الأخيرة، أعلن كبار المسؤولين الأمريكيين خطط غزو بوتين، لكن سوء قراءة الرئيس الروسي مر عبر العديد من الإدارات الأمريكية.