مسلح من «طالبان» يتحدث مع طفلة أفغانية وسط كابل. (متداولة)
مسلح من «طالبان» يتحدث مع طفلة أفغانية وسط كابل. (متداولة)
مسلح من «طالبان».
مسلح من «طالبان».
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
لم ينجح حراك طالبان في الأمم المتحدة لاعتماد كلمة مندوبها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك لأسباب قانونية كون اللجنة التي تنظر في اعتماد الطلب لن تتمكن من اتخاذ القرار إلا بعد انتهاء الاجتماعات، الأمر الذي لن يسمح لمندوب الحركة بإلقاء كلمته..

فيما أكدت مصادر مطلعة في نيويورك اعتماد كلمة مندوب حكومة الرئيس السابق أشرف غني في الأمم المتحدة غلام إسحاق زاي ضمن قائمة لإلقاء كلمة أفغانستان. وقالت مصادر أممية لـ«عكاظ» إن الطلب الرسمي الذي تقدمت به الحركة أحيل إلى لجنة أوراق الاعتماد التابعة للأمم المتحدة للنظر فيه والتي تتكون من ممثلين عن 9 دول هى الولايات المتحدة وروسيا والصين والسويد وناميبيا وجزر البهاما وبوتان وسيراليون وتشيلى، لديها سلطة تقرير الممثلين ومن ثم قادة الدول المعترف بهم في الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ليست هي التي تعترف بالحكومات، بل الدول الأعضاء هي التي تفعل ذلك.


وكانت الأمم المتحدة تلقّت رسالة من حركة طالبان تطلب فيها المشاركة في اجتماعات الجمعية العامّة وإلقاء كلمة أفغانستان فيها.

وتقول «طالبان» في الرسالة إن الرئيس الأفغاني أشرف غني قد «أطيح به» وإن الدول الأخرى لم تعد تعترف به رئيسا للدولة. بالمقابل؛ تحركت الدبلوماسية الأمريكية لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في آسيا، وتحديدا في أفغانستان، حيث تعهد الرئيس جو بايدن ورؤساء حكومات أستراليا واليابان والهند في لقاء بالبيت الأبيض في واشنطن أمس الأول بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة، في أول اجتماع فعلي لهم لتشكيل جبهة موحدة أمام تنامي النفوذ الصيني في آسيا وأفغانستان. وبعد نحو أسبوع من إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا حلف «أوكوس»، يسعى بايدن إلى إحياء «تكتل دبلوماسي» عبر صيغة الحوار الأمني الرباعي المعروفة بتحالف «كواد»، وهو اختصار لأسماء الدول الأربع.

ويسعى بايدن، الذي يريد تشكيل تحالفات في مواجهة بكين، إلى إحياء هذه الصيغة الدبلوماسية المسماة «كواد» أو «الحوار الأمني الرباعي»، فبعد قمة عبر الإنترنت في مارس، جمع بايدن دول «كواد» من جديد للمرة الأولى حضوريا وعلى أعلى مستوى.

وعلى رغم عدم ذكر الصين صراحة في محادثات الزعماء أو في البيان الختامي، إلا أنها كانت في صدارة أولويات الاجتماع بحسب المصادر، حيث ركز البيان المشترك مرارا على تشديد الزعماء على ضرورة اتباع نهج يعتمد على القانون في المنطقة التي تسعى الصين لاستعراض عضلاتها فيها.

واعتبرت مصادر أمريكية أن إحياء تحالف «كواد» وهو تحالف «الحوار الأمني الرباعي» الذي تشكل بعد التسونامي المدمر في 2004، وأصبح رسميا عام 2007، وكان لفترة طويلة غير ناشط، يستكمل بايدن بشكل من الأشكال «الركيزة من أجل آسيا» للسياسة الخارجية الأمريكية التي كان الرئيس السابق أوباما متمسكا بها. إلا أن لدى بعض أعضاء «آسيان»، التي تضم نحو 10 دول من جنوب شرق آسيا، مخاوف من أن تؤدي الحملة الأمريكية في المنطقة إلى تصعيد مع الصين.

وعلى رغم أن بايدن حافظ بشكل أو بآخر على خط متشدد مشابه لنهج سلفه ترمب مع الصين، إحياء لعبة التحالفات وتحفيز شركائه التقليديين على اتخاذ مواقف صريحة للتصدي للصين جعل بكين ترد بقوة وبشكل سريع على «كواد» وانتقدته وقالت إن «فشله محتم». وفي هذا الشأن، وجه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو انتقادا للتجمع قائلا «زمرة مغلقة وحصرية تستهدف الدول الأخرى إنما تسبح ضد تيار العصر وطموحات دول المنطقة. لن تجد من يدعمها ومآلها إلى فشل محتوم».