-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
لم يعد لرئيس النظام التركي رجب أردوغان خيارات بعد الحصار الذي فرض عليه بسبب مغامراته وعربدة نظامه؛ وسط إجماع دولي على التصدي للتجاوزات والبلطجة، التي يمارسها النظام التركي الإخواني ليس في المنطقة فحسب بل في العالم؛ فما بين خنق وحصار أوروبي صارم، وتلويح متواصل بالعقوبات بسبب المؤامرات التركية في منطقة شرق المتوسط، والتجاوزات المستمرة للاتفاقيات البحرية وإصرار أنقرة على التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لدول الجوار، وتخريب ليبيا وتونس وتعزيز الفكر التآمري في القوقاز إلى العقوبات العسكرية التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا أمس الأول، الذي وضعت الزيت على النار في العلاقات المتوترة بين البلدين، وحلف الناتو وأوروبا.. وبحسب خبراء أمريكيين فإن رفع أوروبا وأمريكا والناتو العطاء عن تركيا سيعيد النظام التركي إلى نقطة الصفر، إلا أن الخبراء أوضحوا في نفس الوقت، أنه تحت هذه الضغوط فإن تركيا ستنقل تحالفاتها إلى موسكو وبكين وبعض دول جنوب آسيا، كورقة ضغط لإعادة التموضع في مرحلة ما بعد تقلد بايدن الحكم في أمريكا، خصوصا أن بايدن يمتلك عددا من الأوراق، التي تمكنه من الضغط على أردوغان، ومن أهمها القضية في نيويورك، بحق كل من رضا زراب رجل الأعمال التركي من أصول إيرانية، وبنك خلق التركي الحكومي، حيث تتهمهما السلطات القضائية الأمريكية بالاحتيال على البنوك الأمريكية، واختراق العقوبات المفروضة على إيران من خلال شبكة فساد وغسل أموال دولية، يشرف عليها زراب وأردوغان ورجاله، كما أن هناك تقارير تفيد بأن السلطات الأمريكية تحتفظ بما يكفي من الأدلة، لاتهام أردوغان ورجاله بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية، ويمكن أن تتوجه إلى فتح تحقيق دولي بحقهم. وتوقع المحللون ألا تشهد العلاقات الأمريكية -التركية في عهد بايدن على الأقل في المرحلة أي انفتاح ريثما تعيد إدارة بايدن قراءة المشهد الجيو- إستراتيجي في المنطقة. ويبدو أن أردوغان قد فقد أفضل حليف له في واشنطن، لتصبح تركيا مكشوفة أمام غضب الكونغرس الأمريكي شديد العداء لها مما يعرض الليرة التركية، التي تعاني بالفعل من انخفاض قياسي أمام الدولار، لمزيد من الضغوط والانهيارات.

وجاءت العقوبات الأمريكية على الصناعة الدفاعية في تركيا لشرائها منظومة إس-400 الروسية بموجب قانون كاتسا، الذي يتيح فرض عقوبات اقتصادية على أي كيان أو بلد يوقع عقود تسلح مع شركات روسية.


وبين رؤى متشائمة وأخرى متشائلة، تتباين التكهنات حول طبيعة العلاقات التركية-الأمريكية في ظل إدارة بايدن، ويرى مراقبون أن مستقبل العلاقات بين الحليفين في الناتو يحمل الكثير من التعقيدات سيكسر ظهر أردوغان عسكريا.