جانب من الندوة.
جانب من الندوة.
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
ندد حقوقيون يمنيون بالصمت الدولي إزاء تحويل مليشيا الحوثي الأراضي الزراعية والطرقات إلى حقول ألغام، مستعرضين في ندوة بمركز المؤتمرات في جنيف أمس (الإثنين) آثار ونتائج هذه الجريمة على مستقبل اليمن وحياة أكثر من 25 مليون شخص.

واستنكر رئيس المنتدى الألماني اليمني للحقوق والحريات خالد العفيف، الصمت الدولي على جرائم الحوثي خصوصاً زراعة الألغام التي حولت مدينة الحديدة إلى لغم كبير بعد أن فخخت مداخلها وشوارعها وشواطئها.


ولفت إلى أن المليشيا لم تكتف بتلغيم الأرض بل لغمت الفكر بالايدلوجية المتطرفة والعنصرية وهي ما يصعب انتزاعها ومعالجتها في المستقبل، وحذر من أن المليشيا تبتكر طرقا وأساليب لصناعة الألغام ونشرها يصعب على المدني التمييز بينها وبين الأحجار.

فيما استهلت الكاتبة والناشطة الحقوقية أروى الخطابي حديثها بمواكبة الندوة مع ذكرى اليوم الأسود للانقلاب 21 سبتمبر 2014 الذي وصفته بـ«يوم نزف الدم اليمني»، مؤكدة أن الأطفال هم أكثر ضحايا الألغام حيث تحول الغالبية إلى معاقين في عدد من المناطق اليمنية.

وقالت الحطابي، إن إرهاب المليشيا يفوق داعش وجرائمه الإرهابية التي ترتكب بحق اليمنيين خصوصاً أن هذه المنظمة تنبه لها العالم خلال 5 سنوات ويعمل للقضاء عليها لكن في اليمن هناك تواطؤ من قبل المجتمع الدولي، واستغربت دمج الحوثي ضمن مؤتمر الحوار الوطني رغم جرائم الحروب الستة وزراعته آلاف الألغام.

وأكدت أن المليشيا لم تكتف بتلغيم الأرض بل ذهبت إلى البحر وحولت المناطق المجاورة لسفينة صافر إلى وكر للألغام وتحاول الآن ابتزاز المجتمع الدولي.

بدوره، حذر رئيس البيت اليمني الأوروبي منصور الشدادي، من عواقب زراعة الألغام في اليمن، مستعرضاً تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الذي اتهم مليشيا الحوثي بالتفرد في زاراعة الألغام. وقال: «لا يكاد يمر يوم أو يومان بالكثير دون تعرض سيارة مدنية أو أعيان أو رعاة أغنام إلى انفجار بسبب لغم زرعه الحوثيون، مسبباً قتلا مباشر أو إعاقة دائمة لكثير من البشر».

وأضاف: أصبحت اليمن أحد أكثر الدول تعرضا لكارثة زراعة الألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ تجاوز إجمالي الألغام التي زرعتها المليشيات في المُدنِ والطرق والشعاب والصحاري والسواحل اليمنية الملايين.

وكشف أن المليشيا تزرع ألغاما محرمة دوليا سواءً المضادة للأفراد أو المركبات وبشكل عشوائي وكثيف وتعمل على تمويهها بحسب بيئة المنطقة المزروعة، معتبراً ذلك تفننا في صناعة الموت والدمار رغم ميثاق أوتاوا الذي وقع عليه اليمن بتبنى مكافحة الألغام الأرضية.

وذكر أن هناك آثارا مترتبة على زراعة الألغام منها الأضرار البشرية من وفيات وإعاقة وأضرار مادية من تدمير للمنازل والممتلكات والسفن التجارية وأضرار اقتصادية متمثلة بتدمير سمعة اليمن الاقتصادية والسياحية وتعطل الاستثمار.