ولي العهد ملتقيا رئيس وزراء اليونان
ولي العهد ملتقيا رئيس وزراء اليونان
-A +A
«عكاظ» (جدة)

صدر بيان ختامي مشترك لزيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، للجمهورية الهيلينية «اليونان»، فيما يلي نصه:

في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين السعودية والجمهورية الهيلينية، وبدعوة كريمة من دولة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، قام نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، بزيارة رسمية للجمهورية الهيلينية خلال المدة 27 - 1443/12/28 الموافق 26 - 2022/7/27.

واستقبل دولة رئيس الوزراء في الجمهورية الهيلينية كيرياكوس ميتسوتاكيس، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعقدت جلسة مباحثات رسمية بينهما، استعرضا خلالها علاقات الصداقة الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

وأشاد كل من ولي العهد ودولة رئيس وزراء الجمهورية الهيلينية بالشراكة القوية التي تربط البلدين وتطورها على مدى السنوات الماضية، وأكدا عزمهما على العمل لتوطيدها لمصلحة شعبي البلدين. كما أكد الجانبان تميز وقوة العلاقات بين البلدين ورغبتهما المشتركة في الارتقاء بها إلى مستوى إستراتيجي.

وثمن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دعم حكومة الجمهورية الهيلينية لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030.

وبناءً على اتفاق الجانبين خلال الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى السعودية في شهر أكتوبر لعام 2021، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري الخارجية وبحضور القائدين بشأن تأسيس مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي - اليوناني، الذي سيترأسه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من الجانب السعودي، ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس من الجانب اليوناني.

وفي الشأن الاقتصادي والتجاري والاستثماري، أكّد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال مواءمة مستهدفات رؤية السعودية 2030 وخطة التعافي الوطنية والقدرة على الصمود اليونانية (Greece 2.0). كما أكدا حرصهما على دعم فرص التكامل الاستثماري بين البلدين في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الجانبان بتوقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المتبادل إيماناً منهما بالدور المهم للقطاع الخاص في تحقيق البرامج الاستثمارية الطموحة التي يشهدها البلدان. وجدد الجانبان عزمهما على تشجيع الشراكات الاستثمارية بين القطاع الخاص في البلدين، وتعزيز العمل والتنسيق المشترك عبر تقديم التسهيلات، وإيجاد الحلول لأي تحديات قد تواجه القطاع الخاص بما يعزز التبادل الاستثماري والتجاري بين البلدين، حيث تُعتبر اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار عاملًا مهمًا يسهم في تحقيق ذلك.

كما أكدا أهمية التعاون في المجال السياحي وتنمية الحركة السياحية في البلدين، وتعزيز العمل المشترك فيما يخص السياحة المستدامة التي تعود بالنفع على القطاع السياحي وتنميته.

ونوّه الجانبان بالنتائج المثمرة لعقد اللجنة السعودية اليونانية المشتركة لدورتها الخامسة في أثينا في شهر مايو 2022، وعقد مجلس الأعمال السعودي اليوناني، ونتائج منتدى الاستثمار السعودي اليوناني في شهر مايو 2022 في أثينا بحضور العديد من قيادات الشركات السعودية اليونانية. وأشادا بعقد اجتماع الطاولة المستديرة بين الشركات السعودية واليونانية خلال الزيارة ورحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاع الخاص بنحو 14 مليار ريال سعودي في مجالات: الطاقة والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والسياحة، والنقل البحري والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والرعاية الصحية، والأغذية. ورحب الجانبان بالتوقيع على اتفاقية مشروع مد كابل بيانات تهدف إلى تعزيز البنية التحتية لنقل البيانات بين آسيا وأوروبا.

إضافة إلى ذلك، أشاد الجانبان بتوقيع الاتفاقية بين «ميناهب» (MENAHub) (السعودية)، وهيئة الاتصالات القبرصية المحدودة (CyTA Ltd) (قبرص)، وشركة الاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية اليونان (TTSA S.A)، والمؤسسة العامة للطاقة (Public Power Corporation) (اليونان) لإنشاء مشروع «ممر بيانات الشرق إلى المتوسط» (East-Med Corridor) بهدف تعزيز التعاون في مجال نقل البيانات.

أكد الجانبان أهمية التعاون الإستراتيجي بينهما في عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة، ومن ضمنها توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة وإنشاء خط الربط الكهربائي، وتصدير الكهرباء المُنتجة باستخدام الطاقة المتجددة إلى اليونان، وإلى أوروبا عبر الجمهورية الهيلينية. إضافة إلى التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف، بما في ذلك الهيدروجين منخفض الكربون، والهيدروجين الأخضر، ونقله إلى أوروبا، مشيرين في هذا الإطار إلى أهمية مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين في مجال الطاقة، وإلى تشكيل الفريق الفني المشترك في مجال الربط الكهربائي وتصدير الكهرباء لليونان، وتصدير الكهرباء والهيدروجين لأوروبا عن طريق اليونان، وذلك لعمل الدراسات اللازمة والبدء بالتنفيذ حسب ما تنتهي إليه الدراسات في أقرب وقت ممكن.

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون بينهما في تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتقنياته؛ كالتقاط الكربون، وإعادة استخدامه ونقله وتخزينه، والتقاط الكربون من الهواء مباشرة، للحد من آثار تغير المناخ، وكذلك التعاون في مجال كفاءة الطاقة، إضافة إلى نقل المعرفة والتجارب وأفضل الممارسات في مجال الابتكار والتقنيات الناشئة مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، وتطوير التقنيات النظيفة لاستخدام الموارد الهيدروكربونية في تطبيقات متنوعة في المجال الصناعي والإنشائي، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات، للإسهام في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالمياً، وتطوير المحتوى المحلي من خلال العمل المشترك لتحديد المنتجات والخدمات ذات الأولوية للبلدين ضمن مكونات قطاعات الطاقة، والعمل على توطينها، لرفع الناتج المحلي بالإضافة إلى تطوير رأس المال البشري.

وفيما يخص قضايا التغير المناخي، أكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر.

كما رحبت اليونان بإطلاق السعودية مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» وأعربت عن دعمها لجهود السعودية في مجال التغير المناخي والحد من الانبعاثات. وفي المقابل، رحبت السعودية بالأجندة الخضراء الطموحة لليونان، وخصوصا مبادرة الاقتصاد الأخضر للجزر.

كما اتفق البلدان على تعزيز التعاون القائم بينهما فيما يخص التبادل التجاري للبترول الخام والمنتجات البترولية والبتروكيماويات.

وفي مجال التعاون الصحي، عبر الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز واستمرار التعاون القائم بينهما في مجالات الصحة، وتشجيع استكشاف فرص جديدة في مختلف المجالات الصحية.

كما أكد الجانبان على أهمية رفع وتيرة التعاون المشترك بين البلدين في المجالات الثقافية والسياحية والتعليم وقطاع الرياضة والشباب بما يحقق الأهداف المشتركة للبلدين.

أعاد الجانب السعودي التأكيد على دعم السعودية لترشح اليونان لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2025-2026، كما أكد الجانبان على أهمية العمل متعدد الأطراف في تعزيز السلام والأمن الدوليين، وأعربا عن استعدادهما لمواصلة دعم ترشح كل منهما في المحافل الدولية.

واتفق الطرفان على تعزيز التعاون متعدد الأبعاد في المجال الدفاعي والأمني، استنادًا إلى النتائج التي تم تحقيقها في إطار اتفاقية التعاون الثنائي العسكري الشامل التي تم توقيعها خلال هذه الزيارة، والتي توفر إطارًا شاملًا لإقامة المزيد من التعاون في المجال الدفاعي، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في كلتا الدولتين وفي المنطقة بأكملها.

كما أكدا على أهمية الوسائل السياسية والحوار، بناءً على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، لتحقيق حلول مستدامة لجميع النزاعات والخلافات، وشددا على أهمية الحل السلمي للخلافات بين الدول من خلال الحوار والدبلوماسية. كما أشارا إلى أن الحفاظ على الاستقرار والازدهار يمثل أولوية لتحقيق السلام والأمن الإقليميين.

وأدان الجانبان جميع أشكال الإرهاب، والتحريض على أعمال العنف، كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى العمل معًا لمحاربة الإرهاب والتطرف.

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أكد الجانبان على أهمية الدعم الكامل للجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، وأشاد الجانب اليوناني بجهود السعودية ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكافة مناطق اليمن. كما أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية. وثمن الجانبان الجهود الأممية في تعزيز الالتزام بالهدنة الحالية، وأكدا على أهمية التزام الحوثيين بهذه الهدنة، وعدم التعنت في تنفيذ بنودها ووقف خروقاتها، والتعاون مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام.

وعقب الاجتماع الموسع للوفدين، تم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج فنية في مجالات الطاقة والدفاع ومكافحة الجريمة والعلوم والتكنولوجيا والاستثمار والرياضة والثقافة والصحة والمواصفات القياسية وإدارة المحفوظات والسجلات. كما أعربا عن رغبتهما المشتركة في اللقاءات الدورية في البلدين على هامش الاجتماعات العالمية، لضمان متابعة المبادرات وتعزيز العلاقات ذات المنفعة المتبادلة.

وفي ختام الزيارة، أعرب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء في الجمهورية الهيلينية كيرياكوس ميتسوتاكيس على ما حظي به والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. كما أعرب كيرياكوس ميتسوتاكيس عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة لولي العهد، وبمزيد من التقدم والرقي لشعب السعودية الصديق.