طالبات ألمانيات في الطريق لمدرستهن لتعلم عزف الكمان قرب فرانكفورت.
طالبات ألمانيات في الطريق لمدرستهن لتعلم عزف الكمان قرب فرانكفورت.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (بروكسل، واشنطن، برلين) OKAZ_online@
على رغم الصعود والهبوط في عدد الحالات الجديدة، من دولة إلى أخرى؛ فإنه يبدو واضحاً أن فايروس كورونا الجديد ماضٍ في ترويع العالم، وإحداث أكبر قدر من الضرر في اقتصادات الشعوب، وصحتها النفسية والبدنية في آنٍ معاً. فقد ارتفع عدد المصابين به حول العالم أمس (الثلاثاء) الى 31.49 مليون. وأضحى ارتقاء عدد وفياته الى مليون شخص مسألة وقت فحسب، إذ ارتفع العدد أمس الى 969.362 وفاة. وإذا كان عدد المتعافين من وباء كوفيد-19 هو السلوى والأمل الوحيديْن، فقد ارتفع أيضاً عدد المتعافين الى 23.11 مليون نسمة. لكن الفايروس واصل بوحشية قضم البلدان التي تتصدر المراتب العالمية، لجهة عدد الإصابات والوفيات. ولا يبدو أن كوفيد-19 سيعلن أية هدنة تتيح للولايات المتحدة إجراء انتخاباتها الرئاسية مطلع نوفمبر القادم، من دون تأثير على مجرياتها، وبالضرورة نتائجها. وبقيت الهند على بؤسها أمس، وإن سجلت عدداً أقل من الحالات الجديدة. فقد استمر تزايد عدد وفياتها جرّاء الوباء. وذكرت وزارة الصحة الهندية أمس أنها سجلت أكثر من 75 ألف إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 المنتهية صباح الثلاثاء. لكنها أعلنت أيضاً 1.053 وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي لوفياتها بالوباء الى 88.935 وفاة. وكان متوسط عدد الحالات الجديدة لا يقل عن 90 ألفاً خلال الأيام الماضية. وبدأ الفايروس اللعين يغزو ولايات هندية ظلت بمأمن منه خلال الفترة الماضية؛ خصوصاً ولاية تشاتيسغارث وسط الهند، التي حدثت فيها معظم الحالات المشار إليها. وأعلنت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الإغلاق الكامل لعشر مناطق حضرية في الولاية المذكورة اعتباراً من اليوم، لمدة أسبوع. وأشارت الحكومة الى ارتفاع عدد الإصابات الجديدة في ولاية هيماشال براديش الواقعة بمنطقة جبال الهملايا. وكذلك في ولايتي أوتارخاند، والبنجاب.

واشتد البؤس في القارة العجوز أمس، حيث أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون تدابير مشددة جديدة، بعدما حذر مستشارا حكومته العلمي والطبي من 50 ألف إصابة يومياً بحلول منتصف أكتوبر إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات صارمة لكسر سلاسل التفشي الراهنة. وشملت التدابير إغلاق الحانات عند العاشرة مساء كل يوم. وطالب جونسون الموظفين بالعمل من منازلهم. وطالب عمدة لندن صادق خان أمس بأن يكون ارتداء الكمامة إلزامياً في كل مكان عمومي. ودفعت تلك الأنباء سكان لندن الى التدافع أمام متاجر السوبرماركت، في ما وصف بـ«الشراء المذعور». وشكا سكان كثيرون من استحالة عثورهم على موعد قريب لتسلم طلبياتهم الغذائية والمنزلية من المتاجر التي توفر خدمات البيع عبر الإنترنت. وبدا جونسون أمس حائراً ومرتبكاً، بعدما تلقى خطاباً مفتوحاً من نحو 60 عالماً بريطانيا يحضونه على عدم اللجوء الى الإغلاق. وقالت شركات تدير فنادق عالمية كبرى إنها تستعد لموجة من تسريح موظفيها وعمالها إذا قرر جونسون إغلاق لندن خلال الأيام القادمة. وشدد وزير الصحة ماثيو (مات) هانكوك أمس على أن الحكومة لن تتهاون مطلقاً في تنفيذ تدابيرها الوقائية، حتى لو تطلب الأمر إيقاع أشد العقوبات على المخالفين.


ولم تكن إسبانيا، خصوصاً العاصمة مدريد، أفضل حالاً. فقد فرضت الحكومة الإسبانية تدابير على عدد من أحياء الطبقة العاملة في مدريد، تشمل عدم مغادرة المنازل، إلا لسبب قاهر. كما تشمل خفض عدد الزبائن الذين يدخلون المتاجر، وعدد زبائن المطاعم. وتمس الإجراءات حياة نحو 860 ألف إسباني. ومُنيت إسبانيا بأعلى معدل للعدوى في القارة الأوروبية، وهو 746 إصابة بين كل 100 ألف من السكان. وكان المعدل قبل أسبوعين لا يتجاوز 280 إصابة وسط كل 100 ألف شخص. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز أمس، أن الحكومة المركزية ستعين المناطق بمزيد من الموارد الصحية، وبتكليف الجيش الإسباني بمساعدة إدارات المناطق. وتظاهر أمس مئات الإسبان في مدريد، مطالبين سانشيز بالاستقالة، بدعوى فشله في إدارة الأزمة الصحية. واتهموا رئيس الحكومة باستهداف الأحياء الفقيرة في مدريد، دون غيرها من بقية أحياء العاصمة.