التميمي بعد شفائه.
التميمي بعد شفائه.




عبود التميمي خلال تلقيه العلاج.
عبود التميمي خلال تلقيه العلاج.
-A +A
إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22|@, سعد الغنامي (الطائف) 1_saad&rlm@
لم تكن تقارير منظمة الصحة العالمية عن السرطان هذا العام متفائلة بأي حال، إذ توقعت ازدياد حالاته بنسبة 81% بحلول عام 2040 في البلدان المنخضة والمتوسطة الدخل، فيما ستبلغ هذه النسبة على مستوى العالم 60%. ما دفع الاتحاد الأوروبي لإطلاق حملة واسعة لمكافحة هذا المرض الفتاك تحت عنوان «أنا وسأفعل». وبنهاية عام 2018، سجلت المنظمة العالمية 18.1 مليون حالة سرطان جديدة في جميع أنحاء العالم. فيما رجحت أن يصل الرقم إلى ما بين 29 و37 مليون حالة بحلول عام 2040. فيما سيزداد عدد الإصابات الجديدة بالسرطان بشكل أكبر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنسب مخيفة، لاسيما أن خدماتها الصحية غير مجهزة للوقاية من السرطانات وتشخيصها وعلاجها.

المعركة مع مرض السرطان كما يرويها خالد الحارثي (مصاب بالمرض) أن الرجال يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي، معتقدا طيلة الفترة التي سبقت مرضه أن هذا النوع من المرض مقتصر على النساء دون الرجال. وأوضح لـ«عكاظ» أن غياب التوعية للرجال جعل التفكير بعيدا في هذا المرض، لذا شكل الأمر له صدمة، عندما أخبروه فجأة في عام 2011 بأنه مصاب بسرطان الثدي، متسائلا: هل يصيب الرجال أيضا؟.وأضاف أنه حاول استيعاب الأمر بسبب قلة الوعي، لكنه لم يستطع، وقال: «لجأت لطبيب نفسي مختص لتجاوز الأزمة النفسية، بل بدأت فعليا في تناول بعض العقاقير النفسية لتجاوز أزمة المرض، لافتا إلى أن البداية لم تكن سوى آلام في الصدر وصديد بعد تورم في ثديه». وبين أنه طيلة فترة محاربته مرض السرطان تعلم الصبر إجباريا، لكن الأمر صعب للغاية، ويجب أن ينال مرضى السرطان دعما نفسيا لتجاوز الأزمة. وبين أنه تخطى المرض ليتحول إلى محارب له من خلال تقديم نصائح للآخرين، لأنهم في حاجة ماسة لذلك الدعم، لذا كان نصيرا لهم طيلة السنوات الثماني الماضية في مرحلتهم الحرجة.


وفي الإطار ذاته، سرطان اللوكيميا كان ينهش جسد ابن الـ13 عاماً عبود التميمي، الذي كان يدرس في الصف الأول المتوسط، إلا أن الطفولة الطاغية عليه في مثل عمره، جعلته لا يتعرف عليه لا نوعاً ولا خطورة، لكنه كلما تفحص جسده شعر بالآلام، والتمس حزنا في أعين أسرته.

لم يع عبود ما يحدث حوله وهو يراجع المستشفيات منذ عام 2012، بعدما كانت البداية تعرضه لنزيف في اللثة، واكتشاف نقص في الدم والصفائح الدموية والمناعة، ليتم بعدها تنويمه لأيام، ثم يخضع لوخز الإبر التي تستبدل له الدماء وتضع في يديه المحاليل واحداً تلو الآخر، لتشكل له الجلسة الأولى للعلاج الكيماوي.

لكنه ما أن انخرط في جلسة ثانية للعلاج الكيماوي حتى ساوره الشك كأي طفل، ليسأل أسرته ماذا بي؟ ولماذا كل هذه الإبر والمحاليل؟ عندها أخبروه بمرضه، ومع ذلك لم يعرف ماذا يعني سرطان اللوكيميا، فقط ردد مثل أسرته الدعاء لنفسه بأن يشفيه الله تعالى.

وكلما تخطى عبود سنة في عمره كان يجمع المعلومات عن مرضه وخطورته، ولم يستسلم لواقعه المؤلم، على الأقل دراسياً، إذ واصل حياته اعتياديا ليدخل المرحلة الثانوية، ويتخطاها إلى الجامعة ويدرس تخصص تسويق.

ويعتقد عبود في حديثه لـ«عكاظ» أن الدعم الأسري من والديه وأشقائه كان له الفضل بعد الله تعالى في تجاوزه المحنة التي استمرت لـ4 سنوات، قبل أن تعلن الفحوصات أنه شفي تماماً، لكنه يجب أن يكون قيد المراجعة تحوطاً بشكل شهري. ويشدد عبود على أن المرض يجب ألاّ يتسبب في انكسار أي مصاب، وقال «أنصح من ابتلاهم الله تعالى بهذا المرض، أن يتعلق بحبل الله، وأن يكون له أمل في الحياة، لأن الله قادر على كل شيء وهو اختبار، وعليه الالتزام بالعلاج».

المعركة مع المرض لم تتنه، فهناك أصغر محاربة سرطان في الطائف العنود العتيبي، إذ بدأت قصتها لـ «عكاظ» بـ«أنا حية أرزق، لكنني ليتني مت»، رداً على شائعات موتها ونعيها في مواقع التواصل الاجتماعي، وحزن الكثيرون على وفاتها، قبل أيام.

وتعد من أشاع موتها بعد تهكير حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بلا رحمه ولا ضمير، لأنها كانت قادرة على المضي قدماً في محاربة السرطان وهو مرض لعين، لكنها غير قادرة على مواجهة شائعات تقتلها وهي حية.

وبينت أنه بعد إعلان وفاتها فوجئت بتفاعل المجتمع الطائفي مع الشائعة، ورغم أنها شعرت بالامتنان لكل من ساهم في الدعاء لها، ورأت بأم عينيها دعم المجتمع لها إنسانياً، وتقول «إلا أنني تألمت كثيراً، فليس من المعقول أن أرى شهادة موتي وأنا على قيد الحياة؛ لذا كان الأثر النفسي لا يطاق، حتى أنني أقولها بصراحة تمنيت لو كانت الشائعة حقيقية، ولم أر نعيي يتم تداوله بهذا الكم الكبير، تحت هاشتاق بعنوان: وفاة محاربة السرطان».

وأوضحت العنود أنها غردت على حسابها في «تويتر» بعدما استعادته، وكتبت أنها على قيد الحياة، وعبرت عن حزنها العميق وأسرتها لما حدث لها.

وكانت العنود تعد أول من طالبت بوجود جمعية متخصصة لمرضى السرطان في الطائف، وبعد تداول شائعة وفاتها، بادر رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور سامي العبيدي، بالإعلان عن تكفله بإنشاء الجمعية تحقيقاً لأمنيتها.