منذ ما عُرفَ بالربيع العربي، والإسلام السياسي بحاضنته الخارجية، وشعبيته المتهالكة في الوطن العربي يدور حول إقليمه ويناور ويتعمّد إشعال بؤر التوتر، ويقامر، ويغامر بمصالح الأوطان واستقرار الشعوب، كونه يرى في ذلك انتقاماً من المكوّنات التي رفضته، فقرر خلق الأزمات، ونشر الفوضى.

كان من أدبيات رجال القانون في بعض البلدان، عند وقوع جريمة فرديّة، قولهم «فتّش عن المرأة»، وهذا القول ينطبق تماماً على الإسلام السياسي، الذي فشل في مشروعه الإرهابي، ولكنه لم ييأس، ولم يتقبّل فكرة الاندماج في المواطنة، فاضطلع بمهمة الإخلال بأمن المجتمعات واستقرارها.

ولعل ما يحدث اليوم من خلق، أو اختلاق للفوضى، في أقطار عربية، يعيدنا إلى مربع العنف الذي شهدناه مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، إما بيد الإسلام السياسي أصالةً، أو توظيفاً ممن يحتضنه في الخفاء، ويعلن العداء له في العلن، وفي هذا الكثير من إرباك المواقف، في ظل تبادل الأدوار بين بعض التنظيمات وكيانات تزعم وتدّعي أنها دول مدنية.

ومهما بلغت قناعة البعض بأن الإسلام السياسي ينحسر ويتناقص، إلا أن الذي صنعه أوّل مرة قادر على إعادة إحيائه، وتوجيهه ليكون خنجراً في خاصرة العمل الوطني والقومي المُشترك، لإفشال نماء وأمن الوطن العربي؛ وخلق المزيد من الفوضى، كون الإسلام السياسي لا يجيد غيرها، ولذا من السهل توظيفه واستثماره لمصلحة أعداء الأمم والشعوب الطامحة إلى الارتقاء بأوطانها، وتحقيق طموحاتها وآمال شعوبها.