تتواتر الأنباء عن استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإعلان بدء المرحلة الثانية من خطته لإحلال السلام في قطاع غزة، التي أقرتها الدول التي شاركت في قمة شرم الشيخ في أكتوبر الماضي، واعتمدها مجلس الأمن الدولي. ومن المقرر أن يعلن ترمب قبل حلول أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة تشكيل مجلس السلام؛ الذي سيتولى ترمب رئاسته، ويضم عدداً من ممثلي الدول الأخرى. كما سيعلن تشكيل المجلس التنفيذي للسلام؛ الذي يترأسه رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير. ويتوقع أن يُشرف المجلس الأخير على حكومة تدير القطاع من التكنوقراط الفلسطينيين، الذين أجريت معاينة معهم، أسفرت عن استبعاد عدد منهم. ولكن من المؤسف أن بنيامين نتنياهو -بحربائيته المعهودة- لن يوقف الغارات، التي لا تزال تقتل أطفال غزة ونساءها وشبابها دون أي ذنب جنوه. وكانت ذريعته لانتهاك وقف إطلاق النار تأخر حركة حماس والفصائل المقاوِمة الأخرى في تسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين المُتَوفّين. ولا يزال نتنياهو يمنع دخول شاحنات المساعدات بالعدد المتفق عليه، بل يمنع إدخال الخيام لإيواء نحو مليوني فلسطيني يفترشون العراء، وسط الأمطار، وزمهرير الشتاء، وشدة الجوع، ويمنع دخول الأدوية لعشرات آلاف المصابين بأمراض مزمنة. فهل من الحكمة أن يتوقع المرء مرحلة ثانية سلسة، وها هو نتنياهو يعلن أنه يتهيأ لفتح معبر غزة الحدودي من اتجاه واحد فقط لتهجير سكان غزة إلى الأراضي المصرية؟ ويواصل نتنياهو، في الوقت نفسه، هجمات دموية تشنها قواته والمستوطنون على مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية المحتلة. ويعني ذلك أن نتنياهو وحلفاءه من اليمين الديني اليهودي المتطرف يريدون أن تكون أرض فلسطين التاريخية خالصة لهم وحدهم. والمأمول أن يتولى الرئيس ترمب ضبط تصرفات نتنياهو، حتى يمكن أن يقال إن خطة ترمب حققت سلاماً حقيقياً، وفتحت الباب لإعادة إعمار القطاع المدمَّر.

من دون نيات حسنة لن يستقر الشرق الأوسط، ومهما يكن من شأن التعقيدات التي قد تواكب تخلي حماس عن سلاحها، فإن نتنياهو سيستخدمها ذريعة لاستمرار القتل والتدمير.