-A +A
خالد الجارالله (جدة)
وداع حزين لموسيقار الأغنية السعودية وسراجها، الملحن سراج عمر، الذي مضى في هدوء اختار قبله عزلة لم يشأ فيها أن يكون في موضع مواساة، وهو الذي لم يعتد إلا على وقوف أنيق وراسخ وقوي.

أودع سراج عمر نكهته الخاصة غلالة شجية ظاهرها عاطفي يشذب معاني العشق وقصائد العشاق، وباطنها إنسانيات شتى، فأخصبت الأغنية بألحانه منذ عقود طويلة بعد جفاف، أعاد اكتشاف المواهب وبث الروح الفنية الأنيقة في دواخل الناس حتى كان واحداً من أركان الأغنية السعودية التي اتخذت شكلاً حديثاً وأنيقاً.


كان سراج يؤثر كبرياء الموسيقى حتى على نفسه، فهو الذي لطالما شكا عبث النهازين لظروف الفن العربي، وتطاول الدخلاء على قيمة الموسيقى وحضورها الأصيل.

هدد بحرق تاريخه الفني احتجاجاً على تلك الفوضى، واختار أن يعتزل المشهد ترفعاً منه عن سفاسف الجدليات الرخيصة كما يرى، وانزوى إلى عالمه الفني الرفيع وحيداً حتى اختارته المقادير أن يرتحل في ركب رفيقيه طلال مداح ومحمد العبدالله الفيصل.

سراج الذي حمل تاريخاً فنياً عظيماً بين دفتي حياته، لا يمكن أن تذكر الأغنية الوطنية دون أن نأتي على لحنه وصوته، الذي سيظل راسخاً في الذاكرة، بأغنية «منار الهدى»، وعمله الوطني الشهير أوبريت «التوحيد» وغيرها.

بدأ مشواره في الستينات، وهو عضو مؤسس في اتحاد الفنانين العرب، بل كان أول عضو سعودي سجلته جمعية المؤلفين والملحنين في باريس، وعضو في المجمع العربي للموسيقى.

أعاد سراج توزيع النشيد الوطني السعودي باللآلات النحاسية العسكرية، وصنف على أنه من المحدثين في الأغنية السعودية وإحدى أهم ركائزها.