-A +A
عصام محمد الأهدل esam021410@
بِكُلِّ بُحُورِ الشِّعرِ تُبحِرُ أَحرُفِي

لِأُظْهِرَ رَوْعَاتِ التَّفَنُّنِ بِالْغَزَلْ


وَأَرسِمُ لَوْحاتٍ بَدِيعٌ جَمَالُهَا

تُسَطِّرُ مَا يُبدِيهِ حُسْنٌ بِكِ اكْتَمَلْ

أَرَانِي إِذَا أَنْشَأْتُ فِيكِ قَصِيدَةً

إِلَيَّ - بِلَا جَهْدٍ - تَسَابَقَت الجُمَلْ

فَأَخْتَارُ مِنْهَا مَا أَرَاهُ مُنَاسِباً

يَلِيقُ بِمَنْ قَلْبِي بِرَوْعَتِهَا انْشَغَلْ

فَأَنْظِمُ أَبْياتاً تَرُوقُ لِغَيرِنَا

يُرَدِّدُهَا مَنْ دَانَ لِلْحُبِّ وَامْتَثَلْ

فَبِي وَبِكِ الأَشْعَارُ زَادَ بَرِيقُهَا

وَبِي وَبِكِ العُشَّاقُ كَمْ ضَرَبُوا المَثَلْ

أُحِبُّكِ يَا أَحلَى وَأَجمَلَ وَردَةٍ

وَحُبُّكِ فِي قَلْبِي تَوَاضَعَ إِذْ نَزَلْ

أَقَامَ بَل احتَلَّ الفُؤَادَ بِرِقَّةٍ

وَكُلُّ مُقِيمٍ فِي الفُؤَادِ قَد ارتَحَلْ

يَقُولُونَ لِي صِفْهَا فَقُلْتُ : كَفَاكُمُ

بَأَنَّ لَهَا وَجهاً كَبَدرٍ إِذَا أَطَلْ

وَعَيناً لَكَمْ أَذْكَى الغَرَامَ بَرِيقُهَا

يَجِنُّ جُنُونُ القَلْبِ إِنْ طَرفُهَا اكْتَحَلْ

وَشَعراً لَهَا كَالَّليلِ أَرخَى سُدُولَهُ

وَعَنْ كُلِّ أَنْوَارِ النُّجُومِ قَدِ انْعَزَلْ

وَخَدّاً لَهَا يَبدُو هُنَا كَسَحَابَةٍ

يَفِيضُ بَيَاضاً إِنْ تَخَلَّى عَنِ الخَجَلْ

وَجَمْراً عَلَى تِلْكَ الشِّفَاهِ وَخَلْفَهُ

حُبَيبَاتُ ثَلْجٍ قَد تَسَاوَت بِلَا خَلَلْ

فَمَا اسْطَاعَ جَمْرٌ مِنْ إِذَابَةِ ثَلْجِهَا

وَلَا غَابَ مِنْ ثَلْجٍ لَهَا جَمْرٌ اشْتَعَلْ

وَلَكِنَّهَا زَالَت حَرَارَةُ لَمْسِهِ

فَأَكْثَرتُ فِيهِ الَّلمْسَ وَالَّلثْمَ وَالْقُبَلْ

وَكَفّاً لَهَا مِثْلَ الحَرِيرِ نُعُومَةً

وَمَنْ شَاهَدَ الحِنَّاءَ نَقْشاً بِهِ انْذَهَلْ

وَإِنَّ لَهَا صَوْتاً يُدَاعِبُ مَسْمَعِي

كَصَوْتِ هَزَارٍ أَشْغَلَ النَّاسَ وَانْشَغَل

يَنُوحُ عَلَى إِلْفٍ وَيَبكِي غِيَابَهُ

فَكَانَ لَهُ صَوْتٌ جَمِيلٌ وَلَا يُمَلْ

تَسَلَّلَ مِنْ سَمْعِي لِقَلْبِي وَهَزَّهُ

فَكَانَ كَطَيرٍ حِينَ يُرعِدُهُ البَلَلْ

إِذَا خَجِلَت زَادَ الجَمَالَ حَيَاؤُهَا

فَمَا أَروَعَ الحَسْنَاءَ إِنْ زَانَهَا الخَجَلْ

أُحَاوِلُ فِي وَصفِي لِبَعضِ جَمَالِهَا

وَأُدرِكُ أَنَّ الوَصفَ قَد بَاءَ بِالفَشَلْ

يَقُولُونَ : قَد بَالَغْتَ فِي وَصفِ حُسْنِهَا

وَلَكِنَّهُ وَاللهِ ذَلِكَ مَا حَصَلْ