-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• كان إنساناً مؤمناً تقياً، مبدعاً متميزاً؛ في طفولته ومراهقته، وبداية شبابه ونهايتها.. أحبه معلموه فاقتدى بهم وأحب مهنتهم وتمنى أن يصبح واحداً منهم في المستقبل.. بعد انتهائه من الثانوية العامة التحق بالجامعة في كلية العلوم، سالكاً طريقه لتحقيق حلمه معلماً لجيل يليه.. تخرج بتفوق وبدرجة «امتياز»، فالتحق بوزارة التعليم معلماً في إحدى مدارسها الثانوية.. تلك هي بداية مرحلة معلم تائق.

•• إنها الانطلاقة العملية لذلك الشاب التائق النزيه، الذي كانت مهنة «التعليم» لديه طموحاً لا وظيفة.. استطاع أن يكتسب ثقة زملائه المعلمين وطلابه وآبائهم.. وعقب سنوات قليلة من سعادته بتلك المهنة التي امتهنها صباحاً؛ بدأ في استثمارات تجارية مع صديقه مساء.. تلك التجارة الرابحة التي بدأت تبعده رويداً عن حلمه القديم معلماً صوب الاستثمار تاجراً.. وتلك هي بداية مرحلة تاجر متحفز.


•• حين تعمَّق في استثماراته بمسيرة سريعة مذهلة جاءته الأرباح الباهظة وكأنها تبحث عنه.. فمن بادي ذلك الوقت المربح بدأ التخلي تدريجياً عن عشقه القديم «التعليم» إلى أن استقال من مهنته معلماً فخسرته مدرسته وإدارته وزملاؤه وطلابه.. كان في بداية تجارته وأوسطها لا يعرفه الناس إلا توَّاقاً للكسب الحلال، لكنه انحرف عن ذلك المسار تدريجياً.. وتلك هي بداية تاجر فاسد أهوج.

•• ذلك الانحراف غير الفطري لإنسان تحوَّل من معلم تقي متيم بمهنته إلى تاجر فاسد كارهاً للنزاهة؛ استهوته شياطين الإنس للتوجه صوب الفساد.. لم يمضِ وقت طويل إلا وكُشفت ملفات فساده، فقطع دابره حماية للأموال الخاصة والعامة.. وصدق سمو ولي العهد حين قال: «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد».. تلك هي حكاية سريعة لفاسد أضاعه المفسدون وأي رجل أضاعوا.