-A +A
أمل حسن جلال amaljlal21@
ها هم بعد أن تقوست عظامهم وهم يرعون أبناءهم وأحفادهم، اخشوشنت كفوفهم طلباً للرزق، يسامرون اللهفة والأشواق في سماع أصوات أبنائهم وأحبائهم.. إننا نراهم اليوم وهم في أمسّ الحاجة لكلمة حانية أو ابتسامة، يحتاجون منا فقط وقتاً لنبقى معهم نتجاذب أطراف حديث مر عليه الزمن ودار.. إنهم آباؤنا وأجدادنا سعدوا بنا صغاراً، فلِمَ نقسوا عليهم كباراً؟!.. ما الذنب الذي ارتكبوه؟!.. تبدلت ملامحهم وبرزت أنفوهم وغزا الشيب رؤوسهم، لا بأس سيحدث كل هذا لنا أيضاً، مسألة وقت لا أكثر.

وما يؤلم أن هناك فئات من الناس ينظرون لهم نظرة ازدراء ومقت، ويبتعدون عنهم ولا يرغبون في أحاديثهم المعادة مراراً، أو مصافحة أجسادهم وجلودهم المثنية.. لا تخف.. غداً ستكون أنت مكان ذلك الشيخ الهرم، ويقف الأطفال والشباب ضاحكين ساخرين مثلما فعلت، فانتقِ الاحترام والمحبة لأولئك الذين أوصى بهم نبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه (ليس منا من لم يوقر كبيرنا)، فهل تحتمل أن تتنحى عن صفات خير أمة!


إنهم بأمسّ الحاجة لمن يرعاهم ويلبي احتياجاتهم، ألا يكفي شعورهم بالعجز وعدم رغبتهم بالبقاء!.. إن النظرات التي تلاحقهم وتركض خلفهم شفقة واستحساناً قد يشعرون بها يكفي ما فعله الزمن بقلوبهم، فمهلاً مهلاً بذلك الشيخ.. قد لا يكلفك الكثير بأن تطبع قبلة على رأسه أو حتى يديه، لكنها تعني له حياة، فكونوا حياة لمن حولكم لا مأساة.. فدين الرفق أوصى بكبار السن خيراً واستحساناً.