-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• في «الثانوية» تعلقت بمادة «الأدب»، وجذبني إليها معلمٌ أحببته ولا يأتي يوم على ذكراه إلا دعوت له بالرحمة.. تولَّهت بحصة «الشعر» وتولَّعت بمدارسه؛ خصوصاً مدرستي الرومانسية والإحياء.. من ذلك الهيام كنت وزملائي نتسابق للإجابة على أي سؤال.. أصابني وقتها «الغرور» باعتباري أفضل طلاب الصف.. عقب أعوام اكتشف أنني بالغت في الاطمئنان إلى كل معلوماتي، فما زلت في المهد أدباً وشعراً.

•• لست بصدد الحديث عن الذات، إنما هي مقدمة لخلع العُجُب من أعماقنا.. فمهما وصلنا إلى حدٍ عالٍ من الذكاء والفهم والشهادة، لم نُؤت من العِلم إلا قليلاً.. وإن كثرة المباهج العلمية التي درسناها بكل مراحلنا التعليمية، يخالف ما وجدناه في حياتنا العملية.. والمواقف التي نراها في دنيانا أبلغ بما لا يقاس من أي كلام لمواجهة بحار الأفكار المتلاطمة داخل عقولنا.


•• روايات «العُجُب» المتواترة من أقوال الناس؛ تحكي صوت الروح وجرس القلب ودوي الذات.. والنفس البشرية لها طرائقها المائلة بها مع الهوى، وطريقها إلى مزيج بين شعور بالثقة وقشور العُجُب.. وأدواء النفس الخفية المغموسة في الذات تحتاج من صاحبها يقظة ليسلم من ذلك الداء.. أما مسارب النفس وأنفاسها فتُبعدها عن الوجود لحظات خيلاء لنشوة إعجاب بالنفس، كالنائم الذي يتراءى الطيوف البنفسجية.

•• لا يُهزم الإنسان إلا عندما ينتابه العُجُب فيملأ العُتُو ذاته.. حقيقة جليَّة لا تبحث عن إدانة، كقاتل نفسه حين يقرِّب عدوه.. فرائحة نتانة الداء النفسي «العُجُب» تتعدى حدود الزمن وحائط الوقت.. داء يُدمِع العين بابتسامة مقلوبة لا تعترف بشيء إلا «الذبول» الذي لا يُحسِن الأطباء علاجه.. داء يحمل انكساراً غير ملموم ينثر كثافة أتعاب مفتوحة داخل نفوس بعض البشر.

النفس البشرية والإعجاب بالذات:

مهما أوتينا فهماً لم نؤت من العلم إلا قليلاً

أدواء النفس في حاجة ليقظة من داء العُجُب

مسارب النفس تؤدي إلى نشوة إعجاب بالذات

لا يهزم الإنسان إلا عندما يملأ العُجُب النفس