-A +A
د. فواز كاسب خبير استراتيجي في شؤون الشرق الأوسط
نعيش في السعودية فترة انتقال، وتغيير مرسوم، وتخطيط استراتيجي، وتنمية سياسية داخلية وخارجية، يقف خلفها ولي العهد، الملهم الأمير محمد بن سلمان، يحفظه الله.

«رؤية 2030» المباركة؛ أهم المشاريع الوطنية للمحافظة على مكانه المملكة إقليمياً ودولياً، ولا يكاد يمر أسبوع أو أقل إلا ونسمع عن إنجاز وطني، وهي مؤشرات دالة على نجاح الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة.


الكل يعلم أن الإقليم العربي مر بنكسات وأزمات بعد الحرب العالمية الثانية؛ عسكرياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، أبزرها: الأزمة الاقتصادية العالمية (2008)، والتنافس الأوروبي الغربي؛ كل يريد تحقيق مصالحه، فعاش عالمنا العربي فوضى وعدم استقرار، ما جعل بعض الشعوب العربية تثور على أنظمتها السياسية، بداية من تونس ثم مصر وسوريا واليمن وليبيا، ذلك أدى إلى تهديد كبير للأمن العربي على شكل فوضى خلابة، تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الإقليم، وأرادت المنظمات الفكرية الوصول إلى سدة الحكم، هذا دفع المملكة للقيام باستراتيجيات التحدي لإفشال هذا المشروع، بسياسات خارجية متزنة، وجهود دبلوماسية واقتصادية لتوحيد الصف العربي ومقاومه فوضى الثورات، هذه السياسات السعودية حافظت على الأمن القومي العربي، فجاء الاستقرار لتلك البلدان بعودة أمنها الداخلي.

في كلمته بمرور 76 عاماً على إنشاء هيئة الأمم المتحددة؛ أوضح خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، للعالم ومنظماته الدور السعودي المحوري للمحافظة على سلام المجتمعات الإنسانية والأمن القومي، مثل الموقف السعودي من سد النهضة، والقضية الفلسطينية، والملفات العربية؛ السوري والتونسي واليمني، وإرجاع العراق للصف العربي، وتوسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط، وموقفنا من إيران وملفها النووي.

السياسات السعودية الإصلاحية والتطويرية والتنموية، تظهر من خلال إمعان النظر في نظرية «التحدي والاستجابة» للمؤرخ البريطاني «أرنولد» توينبي«(1889_1975)، الذي ذكر في موسوعته «دراسة التاريخ» أن الحضارات تنشأ عندما تواجه تحدياً لكيانها، وتبذل جهوداً مضاعفة استجابة لحب البقاء، وكلما زاد التحدي تصاعدت قوه الاستجابة حتى تصل إلى ما يسمى بـ «الوسيلة الذهبية»، وبهذه النظرية حققت المملكة في الأعوام الأربعة السابقة مجموعة أهداف وطنية وصولاً إلى «رؤية 2030»، وتلك الأهداف دليل على نجاح الاستراتيجية السعودية.

ومن منظوري أن هذه النظرية تمثل المملكة التي درست عيوبها وخططت وخطت لمستقبلها، ثم انتقلت إلى ما هي عليه اليوم من الإبداع في تحقيق الإنجازات الوطنية، والاستمرار في دعم الدول الإسلامية والعربية لمقاومه التدخلات الخارجية، والمحافظة على الأمن القومي العربي.