-A +A
د. صبحي الحداد صيدلي، مستشار إعلام صحي esobhi2008@hotmail.com
أفاقت مدينة جدة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الماضي على كارثة اجتماعية كبرى بفقدان 8 ضحايا من أسرتين أغلبهم أطفال جراء الاختناق بدخان حريق.

وتقول القصة -كما روتها الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي- إن أسرتين (نساء وأطفالا) تزاوروا في شقة بالدور الثالث، وتنبهوا بعد فترة أن هنالك حريقاً ضخماً في إحدى الشقق بالدور الثاني من نفس المبنى، وأنه جراء ألسنة اللهب المشتعلة والدخان الكثيف المتصاعد لأعلى، قرر أفراد الأسرتين الهرب إلى سطح البناية فوجدوا باب السطح الحديدي مغلقاً بالمفتاح، وكان من الصعب عليهم بل ممنوع استخدام المصعد عند اشتعال الحرائق، فقرروا العودة لشقتهم لأنه من الصعب النزول من الدرج المشتعل بالنيران والأدخنة التي تتضخم وتتصاعد للأعلى، ولكن الدخان اقتحم شقتهم وقضى عليهم جميعاً مختنقين عدا طفل الـ١٢ عاماً أخرج رأسه وتعلق بشبك المكيف.


هذه الكارثة شكلت صدمة كبيرة ليست لرب كل أسرة بل لكل المجتمع وكل من عرف القصة التي باتت على كل لسان لأيام طويلة بعد وقوعها.

ومن الضروري والمهم جداً بعد هذه المأساة أن نقترح بعض المقترحات والمطالب التي ليس من الصعب تطبيقها واتخاذها وجعلها قانوناً ومطلباً مهماً حتى لا تتكرر مثل هذه القصص المأساوية، التي كان من الممكن تلافيها لو كان هنالك سلالم خارجية للطوارئ على سبيل المثال، ولا راد لقضاء الله.

ومن هذه المقترحات:

1ـ وجود مخارج طوارئ للبنايات في كل دور تفتح على سلم خارجي.

3ـ وجود سلالم خارجية للبنايات متعددة الأدوار.

3ـ وجود وسائل السلامة في كل بناية مثل طفايات الحريق وجرادل التراب.

4ـ وجود جرس إنذار للحرائق والأدخنة في المنازل والبنايات.

5ـ وجود مخارج متعددة في المراكز التجارية والمولات والمشافي وغيرها.

6ـ زيادة مداخل ومخارج المساجد والجوامع ودور العبادة.

7ـ وضع مخارج خاصة للطوارئ في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات.

8ـ تفعيل تجارب طوارئ وإخلاء في المستشفيات والمصانع والدوائر الحكومية وغيرها.

9ـ تدريب الطلاب والموظفين والعمال على مكافحة الحرائق وكيفية استخدام طفايات الحريق المختلفة.

10ـ تكثيف برامج التوعية والوقاية من الإصابات والمرافق وغيرها لكافة أفراد المجتمع.

أخيراً.

العاملون في المنشآت العامة والخاصة، خصوصاً التعليمية والصحية، في حاجة (الثقافة الوقائية)، والتدريب على اتخاذ الإجراءات الوقاية في حالة حدوث طارئ، وهناك منشآت لا توجد فيها صيانة لمخارج طوارئها، ولا صافرات إنذار، ولا لوحات إلكترونية، وذلك الذي يعيق الخروج الآمن لمن داخل المبنى في حالة حدوث طارئ.