-A +A
د. جاسم علي جاسم
لمعرفة ائتلاف الألفاظ، أو الألفات الثلاثة (اِ أ أ)، ولفهم أسرار ترابط أصوات اللفظة مع بعضها بعضاً وانسجامها، ومعرفة معناها، وبيان الفائدة المبتغاة منها؛ من خلال معرفة مخارج الأصوات وصفاتها وفهمها فهماً عميقاً، وتوظيف هذه المعرفة في فهم اللفظة جيداً بالمعنى الكلي الجامع المانع، خصوصاً في ألفاظ آيات الذكر الحكيم.

والمثال الآتي نحاول من خلاله توضيح هذه النظرية وشرحها بإيجاز. قال تعالى: (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) هود: 86؛ لكي نبرهن على هذه النظرية نرغب في أن نبيِّن علاقة الصوت باللفظة ككل، وهي محاولة حديثة وتليدة لفهم ترابط الأصوات في الكلمة. وسنطبقها على ألفاظ آي القرآن الكريم، ونعني بها: هو أن نأخذ الكلمات «المحورية أو الأساسية أو الرئيسة» في الآية، أو النص، أو الجملة، ثم الكلمات الوظيفية التي تتبعها وتفسرها وتوضحها، وتجلي معناها من خلال معرفة مخارج الأصوات وصفاتها، وربطها بالسياق العام.


وللشرح والتمثيل، أقول: إن مخارج أصوات لفظة «بقي» من بداية الفم «ب»، فمتوسطه «ق»، فمنتهاه «ي»، وتتمتع هذه الأصوات بالجهر والشدة عدا الياء رخوة؛ لأن الله قوي شديد، ورحيم رؤوف أيضاً في خلقه. وأنها علوية وسفلية ومنفتحة تماماً؛ وذلك لأن خيرات الله مفتوحة لنا، ورخوة لينة لا شديدة، كي لا يهلك الناس في الحصول عليها، وتعطيهم القوة لتشد من أزرهم. وهذه الخيرات علوية نازلة إلى الأرض؛ لكي ينتفع الخلق بها، وتفتح لهم أبواب الفضل والرحمة والعطاء.

أخيراً:

إن التاء جاءت مبسوطة هنا لا مقبوضة، وهو الأصل في ذلك؛ لأن يدي الله مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، وعلى من يشاء من عباده، ويوم القيامة توفى كل نفس بما كسبت، حيث لا ظلم هناك.

اللهم إن كنت مصيباً فمن رحمتك وفضلك وهدايتك وتوفيقك، وإن كنت مخطئاً فمن نفسي والشيطان. وبالله التوفيق والهداية والحمد لله الوهاب.