-A +A
عبدالرحمن الجديع
قد يكون عنوان المقال مستلهماً من كتاب صدر للأستاذ خالد محمد خالد في خمسينات القرن الماضي، لكنّ مقالنا هذا لا يجاريه، لا من حيث المحتوى، ولا المغزى، إذ يتمحور حديثنا هنا حول ما تشهده المملكة من تحول ملحوظ، يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع من خلال رؤية 2030، وفق توجيهات حكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

لقد استلهم الكثير، من شباب الوطن العربي، ما يحدث في السعودية من تجدد ونفض جذري لغبار الماضي في كافة مناحي الحياة، حتى أصبحت بعض الانتفاضات ترفع اسم ولي العهد عالياً في يافطات مسيراتها، وتطالب بمحاربة الفساد وعمليات الإصلاح والبناء والتنمية، على غرار ما يحدث في المملكة‪.‬


إنّ التغييرات البنيوية والتطورات المذهلة والذهنية الجديدة للشعب السعودي تشير إلى أنّ حدثاً عظيماً أخذ بالتبلور في المملكة؛ مما يدفعنا إلى القول «من هنا نبدأ» في تدشين عهد جديد يقوم على سياسات وإستراتيجيات مدروسة ومتغيرات بنيوية للتعامل مع معوقات التطور والبناء. من هنا نبدأ مسيرة الاعتماد على مفاهيم التنمية المستدامة، واستشراف متطلبات المستقبل القادم، وتجاوز الإصغاء لأصحاب الأفكار المعتمة التي تلتصق أنظارهم بالوراء، ولا يدركون أنّ التغيير سنّة الحياة، لهذا يتجه الشعب بعزيمة وحماسة للمستقبل والتنمية والتطور والانفتاح والاستمتاع بهذا المذاق الجديد.

ومهما يكن من أمر، فإنّ الإمعان بالنظر في ما حولنا يشير إلى أنّ المملكة تسير بخطى ثابتة وواثقة في سياساتها الجديدة لجعل هذه البلاد نقطة جذب للاستثمارات الأجنبية، وملتقى للمنتديات العالمية والتفاعل الدولي. وهاهم ساستنا ينهمكون في عملية النمو والبناء، سواء في تنويع مقومات المملكة الاقتصادية كطرح جزء من شركة أرامكو في الأسواق، أو مواجهة مختلف التحديات التي تتصل بالنمو الاقتصادي الذاتي، ومتطلبات الجيل الجديد، أو التعامل مع تعقيدات التقنية وفروعها ومدى تأثيرها على حياة المواطن، وبناء جسور التعارف مع التقنية والسياسات البنّاءة والخطط الإستراتيجية التي تُعدّ لمستقبل مزهر لبلدنا وشعبها الطيب.

المملكة، وهي تقوم بهذه الإنجازات بيقظة واعية، وتمسك لا تنفصم عراه بالمبادئ الإسلامية السمحة وبموروثنا الثقافي، فإنها تسير في عهدها الجديد على السكة السليمة لمشروع الحداثة الحضاري الجبار الذي يملأ النفس بالتحدي والعزيمة والإصرار.

لذا، فإنّ أي مقياس يختاره المرء للحكم، سيجد بلادنا، بلا أدنى ريب، في طليعة الدول المتقدمة والفاعلة دولياً، حيث يتولى أبناؤها الغرّ الميامين الإشراف على مقابض الصناعة والاقتصاد في شتى الميادين.

وفي ضوء ذلك، فإنّ التفاعل الذي يشهده المراقب في النقلة المؤثرة في حياة المواطن السعودي، ومدى السعادة التي أخذت تعم أرجاء الوطن؛ سواء عبر الجهود الجبارة لهيئة الترفيه والسياحة، أو المشاريع العملاقة المرتقبة، أمر يعكس حيوية هذا الجيل، وديناميكيته الفاعلة، ويجسد الأمل في الأمن والاستقرار والرفاهية في هذا الوطن العظيم، وبالتالي يمكن القول: من هنا نبدأ، ونحن نتلمس خطوط المستقبل الذي يُرسم الآن بالتفاؤل والأمل والطموح.

* كاتب سعودي