-A +A
أميمة عزوز
أشعر الآن أنني كسبت الرهان، وأن كلماتي وأحلامي ودراساتي وخططي تحققت على أرض الواقع، ولم يذهب مجهودي سدى، بعدما كان البعض يعتقد أني صاحبة خيال واسع، وبعيدة عن الواقع، ومسرفة في أحلامي.

أحس بالزهو والفخر لأن من قالوا لي ذات يوم «احلمي على قدك» يقفون اليوم مصفقين ومهللين، وهم يشاهدون التحول الكبير الذي يشهده وطننا الحبيب، وبعدما تحولت أحلامي إلى واقع، فقد كانت ثقتي لا حدود لها في الله أولاً، ثم قدرة هذا الوطن المعطاء على النمو والتطور في ظل قيادة شابة طموحة.


القصة بدأت قبل 10 سنوات تقريباً، عندما شكلت اللجنة الوطنية لتصميم الأزياء، ونجحت أن أقنع المسؤولين في غرفة جدة بإطلاق أول لجنة سعودية لتصميم الأزياء، بل وكافحت من أجل تحويلها من القطاع التجاري إلى الصناعي، وأطلقت عشرات المبادرات ودراسات الجدوى والخطط، كان بينها إنشاء 100 معمل لصناعة الأزياء في جدة، وعرض عالمي ومؤتمر للأزياء، ومسابقة سعودية لتصميم الأزياء، وأكاديمية لتخريج جيل جديد من المبدعات، ومصنع وطني للأزياء.. وغيرها.

أتذكر ما حدث في الاجتماع الأول عام 2014م، قلت إن طموحاتي لن تتوقف عند الأهداف المعلنة، المتمثلة في توفير الوظائف للعاملين في قطاع الأزياء، دعم المنتج المحلي وشعار «صنع في السعودية»، الحفاظ على تراثنا، وتعزيز حضورنا المحلي والخارجي، ودفع القطاع للمساهمة في الاقتصاد الوطني، بل أكدت أننا سنجلب العالم كله إلى السعودية، وستشارك مصمماتنا في عروض أوربية ودولية، وتستقبل الرياض وجدة عروضاً أشهر مصممي ومصممات الأزياء في العالم.

لمحت الدهشة والاستغراب حولي في لجنة تصميم الأزياء التي تشرفت برئاستها وضمت 18 عضوة، قالت إحداهن: «احلمي على قدك.. خلي الناس بس تقتنع في الأول أنها تدخل بناتها في أقسام تصميم الأزياء بالجامعات السعودية».

كان المشهد مختلفاً بالنسبة لي، كنت أنظر 10 سنوات للأمام، أدرك أن حركة التغيير الاجتماعي قادمة لا محالة، وكنت واثقة بأن هذا الوطن الزاخر بالمبدعين والمبتكرين سيحقق قفزات لا يتوقعها أحد.

عشت شهوراً وسنوات من التعب والقلق والترقب، مضيت فوق الأشواك التي واجهتني في طريق مليء بالعقبات والتحديات، قدمت خططاً ومشاريع وبرامج تشهد عليها جداول الاجتماعات، وتحفظها سجلات قطاع اللجان بغرفة جدة، كنت أنفق من جيبي الخاص حتى يرى هذا الحلم النور، وتتحقق آمال وتطلعات كل المنتسبين لقطاع الأزياء.

عانيت كثيراً قبل أن تأتي لحظة التحول، عندما ولدت الإرادة السعودية، وأطلق القائد الملهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، قاد جميع القطاعات التنفيذية إلى مرحلة جديدة من العمل، وضخ الحياة في أوردة السعوديين، جعل الصعب ممكناً، وحول كلمة «مستحيل» إلى متحف التاريخ.

استثمر هذا القائد الملهم كل الأفكار والتطلعات التي كانت تراود الطموحين في هذا الوطن وحولها إلى واقع، أصبحت الهيئة العامة للترفيه، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خليتي عمل وإبداع لا يتوقف، وصار وطننا نقطة ضوء وجذب للمشاهير في كل دول العالم، وتحولت العروض العالمية والمشاركات الدولية إلى برنامج طبيعي نطالعه في حياتنا وبالذات في قطاع الأزياء.

أشعر بكثير من السعادة وأنا أتابع وزارة الثقافة تقدم منحاً دراسية في تصميم الأزياء، وكثيراً من الأفكار التي طرحتها تتحول إلى مشاريع، ومازلت أمتلك الكثير من الحماس والشغف للتعاون مع مختلف الجهات لتقديم خلاصة 10 سنوات من الخطط والدراسات لخدمة وطني في قطاع الأزياء، وجعله في مكانه الطبيعي.. في الصدارة دائماً.

* رئيسة لجنة تصميم الأزياء بغرفة جدة