-A +A
رنا منير القاضي
السياحة السعودية من القطاعات الناشئة، وتعد الزيارات للأماكن المقدسة أهم ركائزها.

بالأمس بدأ الترويج للسياحة في مناطق السعودية المختلفة تزامنا مع يوم السياحة العالمي، وقد أعلنت هيئة السياحة والتراث عن فتح باب إصدار التأشيرة السياحية في حفل بعنوان (أهلا بالعالم)، والذي وضحت أهدافه التي تنم عن استقطاب وجذب الزائرين والمستثمرين من الخارج؛ لتنمية الاقتصاد السياحي في المملكة العربية السعودية.


هذا أمر عظيم!

ولكن من المفترض البدء في الداخل أولا ثم الانطلاق إلى الخارج، فما زال المواطن السعودي يفتقر ثقافة المناطق وجغرافيتها وعاداتها بدءا من شمال المملكة إلى وسطها وشرقها وغربها وصولا إلى جنوبها.

ماذا يعرف المواطن عن الأماكن السياحية في بلاده خلاف تلك المشاهد التي جاءت في البرامج التلفزيونية، أو صور المغردين المعلنين بأجرة مادية! إن ضعف الخدمات التي تحفز على السياحة الداخلية هو سبب قلة التجارب السياحية داخلياً، علاوة على ارتفاع أسعار العروض السياحية والفندقية.

فتقديم الخدمات المهمة لتطوير السياحة الداخلية واجب فعلي من هيئة السياحة والتراث، أما الاعتماد على ثقافة المواسم الوقتية فلا تعد سياحة بل تندرج تحت مسمى مهرجانات ترفيهية!

فما الاستراتيجيات المستقبلية المقدمة لتقوية الاقتصاد السياحي الداخلي؟ أم أن الاعتماد على المستثمرين الأجانب لصناعة ثقافة السياحة في بلدنا هو التوجهات الحالية!

قبل فتح باب السياحة لابد من تطوير وتأهيل المواقع السياحية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحية؛ ليتسنى تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني.

إن الاعتماد على المستثمرين الأجانب بثقافاتهم الغربية يعد خسارة لهوية مناطق المملكة، فتوجه استنساخ الثقافة الغربية البعيدة عن ثقافة المناطق التي نتميز بها، والتي تعد بالأصل الدافع الأول للسياحة العالمية أمر يجب أخذه بعين الاعتبار!

أهلا بالسياحة الداخلية أولاً.

* كاتبة سعودي

@alkadirana