-A +A
عبدالرحمن عمر التمبكتي
‏ومن يتهيب صعود الجبال

‏يعش أبد الدهر بين الحفر


‏حُفَرٌ سحيقة بين جبال مكة تنتظر أؤلئك الذين يظنون بأن في مقدورهم البقاءَ أبد الدهر في تلك الحالة المزرية من أنصاف المواقف أو أن نتقبل منهم أن يستمروا في التعامل معنا ومع قضايانا الجوهرية من خلال مناطقهم الرمادية أو عبر منطلقات الحياد والتقوقع المشين أمام ما قد يتهددنا ويتهدد قبلة المسلمين ومهوى أفئدة العالمين.

وبكل صراحة نقول لأولئك الغارقين في أوهامهم، لن نجاريكم بعد اليوم فكفاكم ابتسامات هوليودية براقة لم تظهر من بعد سُباتٍ وشبه مماتٍ إلا أثناء معانقاتكم لظريف طهران أو غيره من أركان النظام.

‏ولقد شبعنا من تلون بعضكم وتمايله ولطالما سكتنا عن تخاذل بعضكم الآخر وتمايعه.. طفح الكيل من تواطئ بعضكم وتجاهله لتمرير أجندات الخراب والسكوت عن مشاريع الفوضى في المنطقة، بل الأدهى والأمر هو جعل أراضيكم قواعد دعم خفي وجسور إمداد للإضرار ببلاد الحرمين وما سواها من البلاد العربية أو بلاد المسلمين!

‏فإما أن تكونوا معنا قلباً وقالباً في السرَّاء وفي الضرَّاء كما كنا نحن على الدوام معكم، وإما أن تعلنوها صريحة وجريئة وعلى رؤوس الأشهاد بأنكم في صف الشيطان.. إذ لا توجد منزلةٌ وسطى ما بين الرياض وطهران.

‏وأما من الحرب التي تجاهدون في سبيل درءها عن إيران فلماذا لم يتحرك أحد منكم بجولةٍ أو بزيارةٍ خاطفة حينما كانت الصواريخ الإيرانية الحوثية تنهال فوق مقدسات المسلمين وعلى رؤوس المدنيين منذ سنين؟

‏أهي صحوة ضمير متأخرة؟ أم أنها النظرة الجائرة للأمور وبعين واحدة بحسب ما تقتضيه مصلحة الولي الفقيه؟!

‏الكل يعلم وأنتم تعلمون بأننا لسنا دعاة حرب ولن نتمناها ولكن إن قُدَّر لها أن تكون فإننا نعاهد الله على ألاّ تنطفئُ نيرانها إلا بعد أن نحرق بها كل ما على الضفاف الشرقية للخليج العربي، وسنجعل المضيق يغص ويضيق بجثث أحفاد المجوس وأشلائهم، وسنطهر جزرنا الإماراتية المحتلة من دنسهم وسنجعل من أذنابهم في الدوحة وفي كل المنطقة عبرةً لكل المعتبرين.

‏هم إن أرادوها حرباً.. فلتكن، بكم أو بدونكم.. لا نستجدي أحداً منكم، سنجعلها ناراً تلظى وجحيماً عليهم دون غيرهم، فثقتنا بالله تغنينا وتكفينا، ثم ثقتنا بسواعد الأسود من أحفاد الصحابة بأرض الحرمين وبأرض الإمارات الشامخة،‏ شعارنا وشعارهم إذا حمي الوطيس:

‏إمـا حيـاة تسـرُ الـصديـق

‏وإمـا ممـات يغيـظ العـدى

* كاتب سعودي