-A +A
عيسى الحليان
تشكل إقامة المعارض الدولية أهمية بالغة ليس في مجال ترسيخ صور البلد ومدى شفافية أنظمته وتشريعاته وجودة حياته الاجتماعية فحسب، وإنما في دعم قطاعاته الاقتصادية أيضا، مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» البريطانية للدراسات والأبحاث أشارت قبل أيام إلى أن نسبة النمو الاقتصادي في دبي قد تصل إلى 4.5% في العامين القادمين (2020- 2021) والسبب هو إقامة معرض «اكسبو»(!) حيث قدرت عدد الزوار خلال فترة إقامة المعرض (6 أشهر) بـ25 مليون زائر منهم 70% من خارج البلاد، وهنا مربط الفرس؛ بمعنى أنك تتحدث عن 17.5 مليون زائر، بمعدل 2.91 مليون زائر شهرياً.

اليوم وأنت تحط رحالك في المطار تبدأ في وضع يدك في جيبك ولا تخرجها منه إلاّ عندما تعود قافلاً إلى بلدك؛ بمعنى أنك تدفع لسيارات الأجرة والمطاعم والمقاهي وشركات الطيران وتنفق في الأسواق والملاهي ودور السينما وغيرها، وكلها موارد هامة، منها ما يذهب لجيب المستثمر مباشرة، ومنها ما يذهب لصندوق الدولة على هيئة ضرائب ورسوم وغيرها.


لن أتحدث عن تأثير مثل هذا المعرض على قطاع السياحة لأنه أكبر من أن يحصر، وإنما سوف أختار قطاع الفنادق كنموذج فقط، أنت لديك 17.5 مليون زائر بمتوسط فترة إقامة أسبوع، بمعنى أنك تحقق 122.5 مليون ليلة سياحية، وبمتوسط شهري قدره 20.41 مليون ليلة، وبالإضافة إلى القيمة الأساسية للغرف التي لن أقوم باحتسابها، هناك 10% تدفع من النزيل كخدمة فندقية، 7% رسوم للبلدية، و5% تدفع للحكومة (VAT) و20 درهم رسم يومي للسياحة، و6-10% ضريبة للمدينة، لن أتولى احتساب كل هذه الموارد نيابة عنك، لكن لو اعتبرنا متوسط سعر غرفة النزيل 300 درهم وبمعدل سبع ليال × 17.5 مليون زائر، فإنك هنا تستطيع الوصول إلى النتيجة وهو ما يمثل تأثير هذا المعرض ليس على الاقتصاد المحلي ولكن على مرفق سياحي واحد فقط هو الفنادق.