-A +A
لطيفة اليحيى
لقد رحلتِ من عالم وطنك الطاهر قبل عالم أهلك الوردي.. فلا يجوز على روحك الطاهرة التي لم تبلغ سن الرشد والعقل إلا الرحمة. أما روحك التي بقيت حية فهي روح وطنك التي تمثلت لهم على هيئة الشبح الذي ظهر لعالم الغرب في يقظتهم قبل منامهم حتى خنقهم الخوف، وستظل تلاحقهم حتى انتهاء أنفاسهم من هذا الكون الفسيح، روح وطنك الذي غدرتِ به، التي ما زال شبح قوتها وجبروتها يقلق منامهم فاغتالوك عبثاً واغتالوا روحك تغريراً، واغتالوا روحك لزعزعة أمن وأمان وطن لا عزة له إلا بالإسلام، اغتالوك ليثبتوا للعالم بأنك مقبضهم الذي سيفتح لهم أبواباً، ولكنهم لم يتأملوا أنه مقبض أكل عليه الصدأ فأصبح لا يفي بغرضهم.. فهيهات.اغتالوا روحاً يحسبون أنهم كسبوا قضية سياسية لصالحهم، ولم يدر بخلدهم أنهم خسروا أنفسهم أمام شموخ السعودية العظمى. جبناء الظلام!الأغبياء عندما اغتالوا روحك فهذا لم يكن سوى تأكيد لجميع من سكن المعمورة أنهم سفاحون من الطراز الداعشي الأول، بدليل أنهم زينوا لقاصر هاربة من وطنها سوء عملها وطمسوا مواثيق دولية تنص على أن القاصر لا لجوء له إلا مع أسرته، وغير ذلك يعتبر هجرة غير شرعية، فعليها أن ترد كل غير شرعي لوطنه، ولكنهم أثبتوا للجميع أن السعودية هي دار أمان، وأن الوطن قيادته وحكومته وشعبه لم يزدهم الله إلا جمال التلاحم ورباطة الجأش، وقافلتهم تسير بكل فرح وسرور، فهم الآن يقضون جل وقتهم وأجمله في بناء ورفعة مجد وطنهم، هناك طريق 2030 ماضون قدماً نحوه فليس لديهم الوقت لسماع نباح كلاب قوافلهم.. أجلهم الله ورفع قدرهم.. لذلك لم يصدر أي بيان رسمي من حكومة السعودية بهذا الشأن لأن القضية مجرد حصاة صغيرة أمام جبل من الجبال الراسيات فلا تأثير أبداً، فهناك سلمان وهناك شعب فلا يوجد وقت يا سادة..

إلى رهف القنون:


رحلتِ لعالم داعشي، ولكن بنظرتك أنتِ كنتِ تنظرين إليه من خلف زجاج ملون بألوان زاهية ولم يزده شعاع الشمس إلا جمالاً.. كنتِ تنظرين إلى اللون الوردي لون الحرية واللون الأزرق إلى الهواء الطلق واللون الأصفر إلى شعاع الشمس وأن وجوههم هي الأمان والحضن العائلي.. حتى نسيتِ نفسك ودينك وأهلك.. وحصل لك كما يحصل لكل إنسان غير طبيعي يعيش عقله في غيبوبة الاستعباد الشهواني الذي لا يمتلك الأهلية الكاملة في معرفة ربه سبحانه وتعالى. ولماذا خلق في هذه الدنيا أصلاً.

والآن، اقنعينا عبر تواصلك الاجتماعي.

1- ما الحرية عندهم؟

هل تعلمين أن دول الغرب إلى الآن لم يتحرروا من الاستعباد العنصري، والاستعباد الاقتصادي، والاستعباد الاجتماعي، والاستعباد الديني، والاستعباد اللا أخلاقي، والاستعباد اللا إنساني؟

حرريهم أنتِ يا (ملكة الحرية) طالما أنك هناك.

2- ما الفرق بين قلبك في سعودية السلام وبين بلاد حرية السأم؟

هل تعلمين أن دول الغرب لن تعطيك الوقت للحب أيّاً كان، أو حتى فرحة الحرية التي هاجرتِ وتركتِ البلاد والعباد من أجلها؟

لماذا؟!

لأنك الآن أصبحتِ تحت أمرهم وتحت أمر مجهرهم متى ما أحبوا أن يتسلطوا ويسلطوا عليك الضوء لهم ذلك، ومتى ما نسوا قضيتك فلن ترى عيناك النور لأنك ببساطة متناهية أنتِ لعبة المتعة لديهم لتسييس القضايا. أنتِ لعبة الدمى التي تتحرك بالخيوط بين أصابعهم كما أرادوا ولا يهم قلبك ماذا يريد وأين اتجاهه.

3- ما الفرق بين بلاد أعلنتِ البراءة منها وبين بلاد اشتريتِ الولاء لها؟

هل تعرفين تلك القاعدة؟

إذا كانت رياح قلبك لا تعرف أين يتجه فتأكدي أن كل الموانئ في حياتك سواء.

4- سؤال أخير: ماذا بعد؟!

مبروك أصبحتِ المشهورة. وحديث عام 2019.

وماذا بعد؟

أهااا، yes، أنا انتصرت على مجتمع بأكمله، ووصلت لنقطة النجاح، ووصلت لقمة رأس الهرم، ووصلت رسالتي لكل بنات العالم، وفتحت لهم الأبواب لموضوع الهرب وشراء الحرية.

وماذا بعد؟

هيا نبدأ العيش بحرية، سنحتفل ونغني ونرقص، أنا البنت الحرة..

وماذا بعد؟

انتهت الأضواء وفصول المسرحية، وصفق لك العالم المؤيد، وأسدل الستار عن العالم المعارض، ممتاز، ممثلة بارعة وبدأنا الآن نقف على أرض الواقع.

وهيا ننطلق.

هيا.. عيشي ولكن

ابدئي بتوقيعك على الأوراق الرسمية والتعهدات بأنك لاجئة سياسية، وأنه يحق للدولة المستضيفة ممارسة أقصى العقوبة عليك عند اكتشافهم خيانة الوطن، فأنتِ خائنة لدولتك الأم فكيف بدولتنا ولا أمان من ناحيتك.

هيا.. عيشي، ولكن ابدئي الآن بدفع رسوم الضرائب في كل شيء -حتى سقف منزلك- للوطن الجميل المستضيف، الذي انتماؤك أصبح لترابه الرخيص بحكم أن فضله عليك غير مجاني.. (محدش يأكلها بالساهل) أنتِ في دول الرأسمالية والشيوعية والماسونية والإلحادية يا جميلة.

هيا.. عيشي، ولكن ابدئي الآن بالسمع والطاعة لكل ما يقال لك حتى لو كنتِ مرغمة، وإلا هناك ثمن ستدفعينه غالٍ جدّاً، ولن يسمح لك بالأقساط؛ لأنهم دول الفوائد الربوية والمادية المتوحشة. فالإنسان لا قيمة له عندهم. انسي زمن السعودية العظمى وشعبها البطل الذي يفعل الخير لوجه الله سبحانه وتعالى لا يريد منك بالمقابل لا جزاء ولا شكوراً..

هيا.. عيشي، ابدئي الآن بالتهيؤ النفسي عندما يقحمونك ويساومون عليك في عالم سياستهم القذرة، بالذات إذا كان هناك أمور خيانة وعملاء وتجسس وما إلى ذلك، بما أنك مجرد لاجئة مشهورة، فأنتِ لا تقدمين لأوطانهم ولا تؤخرين سوى أنك ورقة (جوكر) عندما تحترق تأخذها الريح وتطير بها رمادا.

فكما تجرأتِ وأنهيتِ قصة حياتك وأغلقتيها بإرادتك في وطنك ومن قلب أهلك، فهي الآن تبدأ حروف قصتها التي لن تنتهي أبداً في بلاد الاستعباد والظلم وعبادة الدولار.. الزمن كفيل بأن يفتح لك أبواباً لتري الوجوه التي سعيتِ خلفها وبعتِ دينا وأهلاً ووطناً وكل ما لديك وضحيتِ بهم من أجل وجوه مشوهة وبشعة لن يتخيلها عقلك.. ابدئي يا صغيرتهم (المدللة) ابدئي.

* كاتبة سعودية

ltoooff46@gmail.com