-A +A
عبده خال
في جميع أنحاء العالم تكون الجامعة هي الجهة الباحثة عن التغير، وفي جميع أنحاء العالم تكون الجامعة الفاعلة الأساسية من أجل حل احتياجات البلد.. ووصل مفهوم حديث إلى جميع أنحاء العالم ألاّ تكون الجامعة مسوّرة فكرياً لكي تعطي إشارة أن العقول تصنع في فضاء متسع ليس عليه رقابة الجدران العمياء..

وكل التطورات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية يتم صناعتها من قبل عقول أساتذة الجامعة وطلابها، فلماذا جامعاتنا شذت عما يحدث في جامعات المعمورة؟


وهذا القول ليس افتراء على جامعاتنا، بل إن جميع التجارب الحادثة في الواقع تكون جامعاتنا آخر من يتحرك لتلبية احتياجات المجتمع في جميع شؤونه، بل هناك سمة أساسية حينما تتحرك الإرادة السياسية أو التغيرات التي يطالب بها المجتمع تكون جامعاتنا آخر من يطبق ما يحصل في الواقع... وأعتقد أن تأخر جامعاتنا في الترتيب الدولي يعود إلى هذه الميزة المتأخرة في كل شيء.

الأدلة على هذا كثيرة جداً، وأجد أن تغريدة الدكتور سعد البازعي كانت تقف على هذا الحال، فقد غرد الدكتور سعد كاتباً:

«في وقت تحضر فيه المرأة إلى جانب الرجل في الشورى والمناسبات الرسمية والعامة، في الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، بل وفي الجامعات الخاصة، لا تزال الجامعات الحكومية تمنع الحضور المزدوج ما عدا في الكليات الصحية. كان المتوقع أن تكون الجامعات هي القائدة في التغيير لا المتخلفة عنه».

هذا مثال بسيط ذكره الدكتور سعد بينما هناك عشرات الأمثلة التي كانت فيها جامعاتنا متأخرة عن حركية المجتمع أو حركية الإرادة السياسية.

يكفى هذا التأخر لنعرف لماذا تعليمنا لا يزال في حالة تهجئة الواقع، ويكفى هذا التأخر بأننا لم نصل بعد إلى الإنجاز العلمي من خلال الدراسة أو من خلال مراكز الأبحاث الجامعية..

لن أقول «الضرب في الميت حرام»، ولكن أقول متى تستشعر جامعاتنا أن أدوارها أكبر بكثير مما تقدمه لنا، وأقل كثيراً مما تُعطى من ميزانيات لا تدفع بها إلى الأمام.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com