-A +A
حسين شبكشي
كل من يعرفني يعلم تماماً مدى حبي وإعجابي وتقديري للبحرين واحترامي لشعبها الكريم، وكيف أنني أعتبرها أيقونة التسامح والعيش الأهلي والمجتمع المدني السوي في منطقة الخليج العربي. فحضارتها تشهد لها وقبولها الفعلي للآخر هو أكبر دليل على ذلك الأمر. وفي هذه الأيام تحتفل البحرين بعيدها الوطني، وسط مظاهر مليئة بالفرحة والبهجة. وفي هذه السطور من المناسب تسليط الضوء على إحدى الشخصيات الاستثنائية فيها، شخصية هي أقرب للدبلوماسي الرفيع وصاحب الخلق النبيل والروح الراقية. أعني هنا الدكتور عبدالله المدني. من المحير كيف يجب وصف هذا الرجل، فهو بحق مؤرخ شمولي للبحرين والخليج العربي، مؤرخ يكتب بحبر المحبة وعلى ورق العشق. تخصص في تأريخ الأحداث الجميلة، والشخصيات الاستثنائية في البحرين ودول الخليج مع توسع ليشمل العراق ولبنان ومصر واليمن أيضاً. وهو مؤرخ «موسوعي» يدعم توثيقه للبلاد والشخصيات بسلسلة من المعلومات والأحداث والصور التي تمتع المتلقي. له حضور أعلامي ثابت وملفت سواء أكان ببرنامجه التلفزيوني في البحرين الذي يلقى المتابعة العريضة لطريقة سرده الممتع وأسلوبه الشيق في حديثه عن الشخصيات المؤثرة في تاريخ المنطقة أو من خلال انتشاره في أهم صحف البحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية (من خلال عكاظ) عبر صفحته الدورية الكبيرة وفيها يقدم وجبة دسمة عن إحدى الشخصيات التي يرى أنها تستحق تسليط الضوء عليها، فيثري القراء بكم مهول من المعلومات عنها. هو رومانسي وعاطفي في أسلوبه وطرحه، ويتوق بشوق وحنين جارف للزمن الجميل، ويتذكر بحزن واضح أيام العراق ومصر في الحقبة الملكية الآسرة التي كانت بغداد والبصرة والقاهرة والإسكندرية من مراكز الدنيا وقتها بامتياز، ويتذكر بيروت التي درس في جامعتها الأمريكية، وأيامها الخوالي قبل ظهور تنظيم حزب الله الإرهابي التكفيري ومرتزقة زعيم العصابة حسن نصرالله الذين شوهوا لبنان كله. الرجل موسوعة متحركة وشخصية جميلة، ومظهره المميز يجبرك على احترامه والإنصات إليه بتمعن وعمق. شاربه وسكسوكته أصبحا «علامة» مميزة له، وكذلك تعليقه لعلم بلاده على ثوبه في المناسبات العامة وبذلك يفهم متحدثه إنه عاشق لوطنه. لديه إلمام عظيم بلغات مختلفة منها الهندية والأوردو والفارسية واليونانية والإنجليزية. شغفه بالتاريخ والخصائص الآسيوية عموماً والهند تحديداً جعله مرجعية محترمة وجسر تواصل، لديه احترام هائل وعظيم للتجربة الهندية وأهم قادتها (وهي المسألة التي قادتنا للتعرف على بعضنا البعض لاشتراكنا في نفس الاحترام والتقدير للهند)، لديه مؤلفات هائلة عن تاريخ التلفزيون في منطقة الخليج وعن شخصيات آسيوية وخليجية، ولديه أيضاً تجربة روائية لافتة. محبته للسعودية لا حدود لها، فهو ابن مدارس الخبر والمنطقة الشرقية، ولديه مجموعة عزيزة من الأصدقاء في المنطقة الشرقية والرياض وجدة، وكذلك يعتز بصداقاته في الكويت والإمارات والعراق ومصر ولبنان. هو واجهة مشرقة للبحرين، وعربي يعتز بعروبته دون رخص قومجي وشعارات فارغة. من خلال الكاتب الظاهرة سفير البحرين فوق العادة الدكتور عبدالله المدني نهنئ البحرين حكومة وشعباً بعيدها الوطني، أعاده الله عليها وعلى أهلها بالخير والسعادة.

* كاتب سعودي