-A +A
عبدالله عمر خياط
توقعات فلكية إذا جاز التعبير لقيادة الآلاف من الجنس اللطيف للسيارات في كافة مدن المملكة. لكن في ما يلوح لي، والله أعلم، أن التوقعات المبالغ فيها لم تتحقق والأسباب لذلك معلومة، فبعد عشرات السنين من المنع الرسمي للنساء في قيادة السيارات، فإنهن بحاجة أولاً إلى تدريب ثم الحصول على رخصة قيادة السيارة وذلك يحتاج إلى أسابيع وربما شهور.

وكثير من السيدات لديهن عقود مع سائقين فما دام الحال كذلك فالطبيعي أن يتركن السائق يمارس عمله المدفوع والراتب له.


وإذن فإن التوقعات على صفحات الجرائد عن اليوم الأول لانطلاق السيارات بقيادة المرأة لم تكن بالحجم الذي شهدته شوارع المدن في المملكة، وفي تصوري أن الكل يخاف من الكل. فالرجال يخشون من قيام فتيات أو نساء غير ماهرات في القيادة، والسيدات يخشين من الدخول في مهاترات مع الجنس الخشن، رغم أن النظام يحميهن من أي مضايقات أو تحرش.

هذا التخوف من الطرفين طبيعي كأي نشاط بشري في بدايته، ولكن بمرور الأيام وإطفاء رهبة البداية سنصبح مثلنا مثل بقية شعوب العالم..

وقد نشرت الأهرام قبل أسبوعين صورة لسيدة ظهرت منذ نصف قرن وهي تسوق في القاهرة سيارة تاكسي. فنحن باختصار كنا قد تجمد زماننا في موضوع قيادة المرأة للسيارة في حين كان الناس سواء في المغرب غرباً أو في إندونيسيا شرقاً لم يعرفوا هذا التحجير على المرأة في سواقة السيارات. بل إن نساء الريف والبادية عندنا مارسن قيادة السيارات في رعي أغنامهن وقضاء احتياجاتهن، ولكن ليس في المدن السعودية، حتى جــاء قــرار القيــادة بالسمـــاح للمـــرأة بـــذلـــك.. بــدءاً ( من 24 /‏‏6 /‏‏2018).

السطر الأخير:

ألم تر أن المال غادٍ ورائح

وأن الذي يعطيك ليس يبيد.

aokhayat@yahoo.com