-A +A
ريهام زامكه
يا سادة، كنت قد عكفت على البحث والفحص والمحص عن مفهوم (التفاهة) والتعريف العلمي لها، لكني لم أجد لا تعريف ولا بطيخ يبرد على (تسَبدي) الحايمة ويجاوب على تساؤلاتي!

لذا عزمت وقررت بعد بحثي وفحصي ومحصي ووقتي المهدور أن أحاول فهم ما يجري من حولنا، ولماذا أصبحت اهتماماتنا تافهة، تُرى هل لأننا أمة قشرية تتجاهل التفاصيل العميقة وتهتم بالقشور السطحية؟ أم لأننا تافهون بالفطرة يشدنا الخواء ونلتفت له؟!


بصراحة من التفاهة أن لا نناقش موضوعاً تافهاً كهذا ونبحث له عن حلول، فيوماً بعد يوم أصبحت تطفو على سطح اهتماماتنا الزَبد التي جعلتنا ندرك أن هناك فئة معينة من الناس همها وشغلها الشاغل هو نشر هذا الوباء لإثبات وجودهم في المجتمع، وهم من ينطبق عليهم حرفياً المثل الحجازي القديم الذي يقول: «خُشوني لا تِنسوني، ولعوا الشمعة وشوفوني» والله يرحم أيامك يا شمعة صار عندنا فلاشات.

الشخص التافه من وجهة نظري هو الفارغ من الداخل تماماً (كالطَبل)، والحمد لله والشكر ما أكثر (الطبول) في مجتمعاتنا العربية اللهم زد وبارك، وفي هذا الوقت (المِنيل) بستين نيلة إذا كنت تبحث عن الشهرة كل ما عليك فعله هو أن تصير تافهاً! وصدقني بين ليلة وضُحاها سوف تصبح مشهوراً وتتهافت عليك القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات.

لدينا طاقات وموهوبون وموهوبات لم يسلط الضوء عليهم أو يجدوا سبيلاً للتمجيد والتكريم والشهرة والدعم النفسي والمعنوي ليتوسعوا في مجالاتهم لكننا لم نكتفِ (تفاهات)، والحمد لله لست مخترعة، ولا طبيبة، ولا بروفيسورة، ولا عالمة ذرة، أنا (حَيّ الله) كاتبة على باب الله.

وبما أن الأخوة التافهين والأخوات الفاضلات التافهات يكتسحون الساحة، مضطرة أختم المقال بمنتهى التفاهة أيضاً لسببين عل وعسى، الأول لا يسعني الاسترسال أكثر لمساحة العمود، والثاني بصراحة ولا أخفيكم اشتهيت فجأة آكل (مراصيع بالتمر) رغم إني لا أحبها للأمانة، لكني عزمت وتوكلت على الله وخرجت لأشتريها فوجدت أمام وجهي الجميل بائعا (خنشور) وجهه (عِكر) ويسد النفس فعدت أدراجي خاوية اليدين من المراصيع واشتريت بدالها (تشيز كيك) يا الله من فضلك.

أسمع أحدهم (يتفلسف) من بعيد لتفاهة المقال ولارتفاع منسوب (الأنا) هُنا، هذا لا يهمني، المقال مبين من عنوانه وأنا أرى هذا المقال زي وجهي.. جميل.

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com