-A +A
إدريس الدريس
تقول العرب إن «الابن سرُّ أبيه» وهذا المعنى أدعى ما يكون انطباقاً على الأمير محمد بن سلمان الذي تربى ودرس في جامعة والده الملك سلمان.

كان الأمير محمد يداوم موظفاً في إمارة الرياض لدى أميرها (آنذاك) سلمان بن عبدالعزيز، وهو المتمرس في إدارة شؤون عاصمة المملكة وأكبر مدنها خلال خمسة عقود، وقد دأب الأمير محمد منذ أن انتقل عمله من هيئة الخبراء في مجلس الوزراء للعمل في إمارة منطقة الرياض على مراقبة والده الأمير سلمان وهو الذي عرف بالانضباط في المواعيد والإتقان في الأداء ليحتذي به وينهل من نهجه ويسلك مساره، وكان من حسن حظه أن تعكس إمارة الرياض صورة مصغرة لكافة مناطق المملكة وتجسد هموم المواطنين وتطلعات الناس، حيث كان (الأمير) سلمان حينها يلتقي في مكتبه حشوداً من المواطنين والمقيمين ويباشر - من فوره - تظلمات وتطلعات ومطالب كل الناس. ولاشك أن هذه التجربة الثرية كانت منصة حية للتعلم ومعرفة الناس مع كل اختلافاتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بل والمزاجية.


كنت كلما سنحت الفرصة أذهب للتشرف بالسلام على الأمير سلمان وكنت ألحظ ملازمة الأمير محمد لوالده المهاب وهو يدير الحشود البشرية الزائرة بحكمة وحنكة فائقتين فيتشرب منه أسلوب المصانعة والإدارة والتوفيق بين احتياجات الناس على اختلاف مشاربهم. كانت عيناه تتقد نباهة وتلمع ذكاءً بطموح لا يحد، وها هي الأيام تسفر عن شخصية قيادية تحمل في أردانها قدراً وفيراً من الحماس والإقدام ممزوجاً بالرؤية الاستشرافية التي تتطلع لمستقبل هذه البلاد من خلال وضع الخطط الرؤيوية التي تضمن عدم اتكال المملكة على النفط كمصدر وحيد للدخل بل السعي لتوسيع وتنويع هذه المصادر.

لقد جاء اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد موفقاً ومنسجماً مع الرغبة في الدفع بشباب المملكة ليحملوا هذه المملكة إلى المستقبل ويقودوها في مناحي التنمية والرقي ولجعلها في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وأن تستمر عجلة النمو في هذه المملكة التي لا تشيخ.